كل الطرق تؤدي إلى روما، نعم روماالمدينة التاريخية التي تؤرخ لإمبراطورية عظمى شهدها التاريخ، وتضم أصغر دولة في العالم المتمثلة في دولة الفاتيكان.لكن يجرني الحنين إلى أن أتكلم عن الطريق الوحيد و الأوحد لمدينة قديمة هي الأخرى لا أقول كروما ولكن هي مدينة توالت عليها العديد من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب وإمبراطوريات عظمى. المدينة التي أحبها مجموعة من الدول والإمبراطوريات، هي الآن في خبر كان مع توالي مجموعة من المجالس البلدية، الذين أكثروا فيها الفساد و تحولت فيما بعد إلى سجن يقطنه أزيد من 4000 نسمة، يعيشون العزلة التامة عن العالم الخارجي وتربطهم بمدينة تاوريرت طريق وحيدة و يتيمة، هي طريق للموت بامتياز، حيث تنقسم إلى شطرين، الأول هو الذي يفصل تاوريرت المدينة وملتقى الطرق الذي يؤدي إلى سد الحسن الثاني بمواصفات مقبولة بعض الشئ وقد تم إصلاحها لا حبا في سواد أعين الدبادبة ، لكن تزامنت مع تدشين صاحب الجلالة لسد الحسن الثاني أنداك. الشطر الثاني إخوتي شطر للمعانات، شطر للعزلة، شطر تتضح معالم الطبقية فيه من أول نقطة في ملتقى الطرق حيث تبدأ الطريق في انعراجاتها و "تدبدباتها" نسبة لساكنتها..... لكن المؤسف هو أن هذه الطريق تضم "غولين" أقول غول لأنه قضى على مجموعة من الأبرياء ذهبوا ضحية واديين بدون قنطرة، إذا أحلتهما على أغبى مهندس في العالم، لقال لنا هؤلاء الغولين يحتاجان إلى قنطرة. نعم قنطرة للكرامة، قنطرة لفك العزلة، قنطرة لضمان السير العادي للحياة، وولوج الساكنة المجاورة للاستفادة من المرافق العمومية التي تبقى دون المستوى وهذا موضوع آخر..... لكن إذا مر الناس من الصراط الدنيوي سالمين غالمين، من ذلك الوادي القاتل ودخلوا المدينة وجدوا أناسا يموتون موتا من نوع آخر، هو موت بطيء بين الجبال الشامخة، بحيث تظهر على ملامح الناس تراكمات من المعاناة والعزلة القاتلة..... فيا أهل القلوب الطيبة.....دبدو تناديكم وتنادي فيكم الشهامة وعزة النفس.....فأنقذوها فالأسباب تعددت وتوالت..... والمعاناة واحدة. [email protected]