أعرب المغرب وبولنيا اليوم الاثنين استعدادهما تطوير التعاون المثمر في مجالي حماية البيئة والتدبير الغابوي. وخلال جلسة عمل عقدت في وارسو بين نائب وزير البيئة البولوني، السيد بيوترأوتاوسكي ووفد من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بحضور سفير المغرب في بولنونيا، السيد يونس التيجاني، قدم الجانبان لمحة عامة عن التراث الغابوي البولوني والمغربي وتدبيره وحماية المناطق الطبيعية، من أجل تحديد المناطق المحتمل أن تكون موضوعا للتعاون بين البلدين. وأعرب السيد أوتافسكي خلال هذا اللقاء عن استعداد بلاده التعاون مع المملكة في هذا المجال الحيوي مشيرا إلى أن 49 في المائة من الاراضي البولونية تغطيها الغابات، و77 في المائة منها تديره الدولة.
من جهته أشار السيد التيجاني، إلى أن المملكة المغربية تولي أهمية خاصة لحماية البيئة، مذكرا في هذا السياق، بالمشاركة الناجحة للمغرب في قمة الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 19 ) الذي انعقد في وارسو في نونبر 2013. وأوضح أن المغرب ملتزم بانجاح مؤتمر (كوب 21 ) المقرر تنظيمه في باريس نهاية السنة الجارية قبل أن تستضيف المملكة مرة أخرى (كوب 22 ) سنة 2016. ودعا الدبلوماسي المغربي الى التعريف بالمحاور الرئيسية التي يمكن أن تكون محور التعاون بين المغرب وبولونيا في مجال حماية البيئة والمناطق الطبيعية والتدبير الغابوي. وخلال هذا الاجتماع قدم مدير التخطيط وأنظمة المعلوميات والتعاون السيد فيصل بن شقرون الذي يرأس وفد المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عرضا عن التراث الغابوي بالمغرب، مذكرا في هذا الصدد بأن الغابة تلعب دورا اجتماعيا وكذا في مكافحة التصحر.
وقال إن المغرب وبولونيا يتقاسمان نفس القلق حول وضع الغابة رهن اشارة المواطن، وذلك قبل أن يتطرق الى البرنامج الوطني للغابات الذي يركز بالأساس على مكافحة التصحر وحماية وتنمية التنوع البيولوجي وتنمية الغابات والحكامة الرشيدة. وتابع الوفدان البولوني والمغربي شريطا حول المجال الغابوي البولوني الذي يحتوي على محميات طبيعية وصناعة الخشب ،حيث تعتبر بولونيا خامس أكبر دولة في أوروبا من حيث حجم الموارد الغابوية (1.6 مليار متر مكعب من حيث إنتاج الأخشاب المستديرة). وسيزور الوفد المغربي بعد وارسو،منطقة بيالويزا (شرق بولندا)، التي تتوفر على محمية طبيعية فريدة من نوعها في أوروبا تمتد على مساحة 130 ألف هكتار.