أبرز وزير الشؤون الخارجية الهولندي، السيد بيرت كوندرز، خلال اجتماع حول ظاهرة المقاتلين الأجانب، الذي افتتح اليوم الاثنين بلاهاي، التعاون النموذجي بين هولندا والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب والتشدد في أوساط الشباب. وقال رئيس الدبلوماسية الهولندية، في افتتاح الاجتماع الثاني لمجموعة العمل حول المقاتلين الأجانب التابع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، "إذا كان علينا أن نتعلم من بعضنا البعض (...) فإن علينا أن نكون منفتحين. والتعاون بين هولندا والمغرب مثال جيد على هذا الانفتاح".
وأضاف السيد كوندرز أن بلاده ستكون، بمناسبة شهر رمضان، "سعيدة باستقبال 45 إماما مغربيا سيزورون المساجد في مختلف أنحاء البلاد للتحدث إلى الشباب وللزوار وتنوير الأئمة الهولنديين حول التشدد ومسؤوليتهم باعتبارهم مسؤولين دينيين".
وأكد السيد كوندرز على أهمية الإرادة السياسية والمهارات والكفاءات الجيدة في مكافحة الظاهرة، مشيرا إلى أن هولندا والمغرب، بوصفهما الرئيسين المقبلين بالتشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، سيشتغلان مع مجموع البلدان من أجل تحديد الثغرات في مجال القدرات والوسائل الواجب استغلالها من أجل التغلب عليها.
وحرص الدبلوماسي الهولندي على التأكيد أنه بالنسبة لبلاده والمغرب فإنه "شرف كبير" و"مسؤولية كبرى"، في الوقت ذاته، أن يتم انتخابهما على رأس هذا المنتدى من أجل تشجيع وتطوير ومواصلة العمل الذي قام به لحد الآن أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
ويأتي اجتماع لاهاي في أعقاب الاجتماع الافتتاحي لمجموعة العمل حول المقاتلين الأجانب، الذي انعقد في شهر دجنبر 2014 بمراكش، والذي توج باعتماد مخطط عمل لتنفيذ الممارسات الجيدة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في المجال.
يشار إلى أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب أرضية سياسية وغير نظامية تهدف إلى تشجيع التشاور والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين أعضائه المؤسسين الثلاثين. وتتمحور أنشطته حول ست مجموعات عمل تهم الساحل والقرن الإفريقي والعدالة الجنائية وسيادة القانون والاعتقال وإعادة الإدماج ومكافحة التطرف العنيف والمقاتلين الإرهابيين الأجانب.
ويسعى المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي أسسه وزراء الشؤون الخارجية في البلدان الأعضاء بتاريخ 22 شتنبر 2011 بنيويورك، إلى أن يشكل أيضا أرضية وحيدة بالنسبة لمقرري وخبراء الدول الشريكة الرئيسية في مختلف جهات العالم بهدف مشاطرة الأفكار والممارسات العملية من أجل سد الطريق أمام التشدد الديني والإرهاب الدولي اللذين يهددان البلدان الأعضاء.
وعلاوة على المغرب، يضم المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ضمن أعضائه الثلاثين، كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين واليابان وكندا وإسبانيا وأستراليا والهند والإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية ونيوزيلاندا.
ووعيا من المغرب وهولندا بحجم هذا المشكل، أطلقا، في شهر شتنبر 2013، مبادرة تحت إشراف المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب للتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وتهدف هذه المبادرة إلى جمع أشخاص عمليين ومقررين سياسيين ينتمون إلى مجموعة من البلدان وتخصصات متنوعة من أجل تقاسم التعليمات التي تم استخلاصها، والممارسات الجيدة التي تم القيام بها.