تحاول عدّة تقارير إلقاء الضوء على مزيد من التفاصيل المتعلقة بكواليس السياسات والأنشطة الخفية والمعلنة لمحترفي القرصنة الالكترونيّة. ورغم التدابير الأمنية والتقنية الهائلة التي تتخذها الجهات التي تحارب القرصنة على الفضاء الافتراضيّ، فإنّ محاولات السرقة التي تتم عن طريق الفيروسات لازالت تشكل خطرا. ------------------------------------------------------------------------
أشرف أبو جلالة: رغم كل التدابير الأمنية والتقنية التي تبادر باتخاذها مختلف الجهات المعنية بالتصدي لعمليات القرصنة الإلكترونية ومحاولات السرقة التي تتم عن طريق الفيروسات النشطة التي يتم الزج بها بين الفينة والأخرى على شبكة الإنترنت، إلا أن ذلك الصداع مازال عرضاً متواصلاً، وسيظل مستمراً فيما يبدو على هذا المنوال حتى إشعار آخر. وعبر ذلك التقرير المطول الذي خصصته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية لتلقي من خلاله الضوء على مزيد من التفاصيل المتعلقة بكواليس السياسات والأنشطة الخفية والمعلنة لمحترفي القرصنة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، نستعرض على حلقتين كثير من الجوانب التي تكشف عن حقيقة الواقع المخيف الذي يعيشه كثير من الأفراد الذين يُسَيِّرون شؤونهم الخاصة بالتعاملات المالية من خلال النافذة الإلكترونية. وتأكيداً على حقيقة الطبيعة الإجرامية التي تتميز بها عمليات القرصنة الإلكترونية، لفتت الصحيفة في مستهل حديثها إلى عملية السرقة التي تعرضت لها مؤخراً إحدى الشركات الصغيرة في ميتشيغن، حيث قام أحد الموظفين هناك بالنقر عن غير قصد على رسالة بريد إلكتروني بدت تحمل في ظاهرها الطابع الرسمي، وهو الأمر الذي أسفر عن تمكين لصوص إلكترونيين من الوصول إلى الحساب المصرفي للشركة. وقبل أن يعرف مسؤولو الشركة التنفيذيين حقيقة ما حصل، كانت قد تعرضت تلك الشركة التي تعرف ب "Experi-Metal Inc" لعملية سرقة. وبصورة إلكترونية، تم توزيع ما في رصيدها المصرفي من أموال قُدِّرت ب 560 ألف دولار، على حسابات مصرفية في روسيا، واستونيا، واسكتلندا، وفنلندا، وفي جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، فقدت الأبرشية الكاثوليكية في دي موين بولاية أيوا مبلغاً يقدر بحوالي 680 ألف دولار على مدار يومين. واستناداً إلى ما قاله جاسون كيرث، نائب مستشار الأبرشية، فإن المسؤولين هناك لم يكونوا متأكدين من الطريقة التي تمكن بموجبها القراصنة من الوصول إلى أرصدتهم، لكنهم أخذوا كل ما كان بمقدورهم أن يأخذوه قبل أن يكتشف البنك حقيقة ما كان يجري في الخفاء. وهنا، مضت الصحيفة تقول إن الأبرشية والشركة الكائنة في ميتشيغن ليسا إلا حالتين من بين العشرات من الأفراد والشركات والبلديات المنتشرة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، ووقعوا جميعهم ضحايا لإحدى العصابات الكبرى المتخصصة في أنشطة السرقة عبر الإنترنت، وذلك طبقاً لما كشفه مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي". وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قام مسؤولو مكتب الإف بي آي، بالتعاون مع نظرائهم في أوكرانيا وهولندا وبريطانيا، بالإيقاع بالعصابة التي علموا بها أولاً في أيار/ مايو عام 2009، عندما أبلغت عنها إحدى الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات المالية الفرع التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في أوماها بولاية نبراسكا، وهو الفرع المنوط بالتحقيق في الصفقات والمعاملات المشبوهة. ومنذ ذلك الحين، أشارت الصحيفة إلى أن العملية التي أطلقها الإف بي آي تحت مسمى "Operation Trident Breach " قد كشفت عن خسائر قدرها 14 مليون دولار. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قام على مدار العاميين الماضيين بفتح 390 قضية ضد مخططات تقوم بمهاجمة الشركات التي تحول بطريقة إلكترونية مدفوعات مالية من خلال مركز آلي لتبادل المعلومات، يقوم ب 3000 صفقة كل خمس ثواني. وقد كشف عملاء المكتب في تلك القضايا محاولات سرقة تقدر قيمتها ب 220 مليون دولار، وخسائر فعلية تقدر قيمتها الإجمالية ب 70 مليون دولار. لكن سجلات قضائية خاصة بعملية "Operation Trident Breach " كشفت النقاب عن مفاجأة: تقول إنه وفي الوقت الذي تتم فيه الاستعانة بالأساليب والأدوات المتطورة تكنولوجياً في الجرائم الحاسوبية التي يتم ارتكابها، فإن عصابات جنود المشاة البشر، الذين يعرفون بال "money mules " أو أولئك الأشخاص الذين يقومون بتحويل الأموال أو البضائع المسروقة من بلد إلى آخر عبر خدمة البريد السريع، هم التروس التي لا غنى عنها في آلة المال الخاصة بمجرمي الإنترنت. موقع ايلاف