صورة المرفق بالمقال لفرقة الشيخات، مفردها الشيخة (النغثة)، هذه المرأة الطابو الهالة الفنانة الزعيمة المقاومة، التي أَرَّخت من خلال فن العيطة لحقب تاريخية مهمة وأثارت حماس المواطنين في القضايا الوطنية السياسية والإجتماعية وكذا الإقتصادية والثقافية في المواسم والمناسبات، فكانت الشِّفْرَة العصية على المستعمر والخونة.. فملحمة خربوشة والقائد عيسى بن عمر وكذلك بعض أغاني الشيخات كالحمداوية تؤرخ لمراحل أساسية من تاريخنا الوطني. وكمثال على ما نقول نورد بعض كلمات الشيخات عن المقاومة و نفي محمد الخامس:
وليدات الفيدا كاع وحيدة خريبكة أو وادزم شيبو المسلم الليلة ليلة عاشورة لخماسية والشرشورة في مراكش منشورة في أيام آ وادزم السواقي عمرت دم مشا محمد مول التاج أو جابو بن عرفة مول العكاز
لقد ضاعت الكثير من هده النصوص الجميلة. ضاعت نتيجة عدة عوامل من بينها عدم الاهتمام والنظرة الأخلاقية والانتقائية في التعامل مع التراث الشعبي الموسيقي. لهذا يجب بذل مجهود لجمع ما تبقى من الأشرطة والأسطوانات التي تحتوي نصوصا قديمة. وفي انتظار ذلك دعونا لنستمتع قليلا برائعة خربوشة:
ياما ياما ياما عرفو الناس فالحب غزوات انتصر فيها الحب و تهزم و بين غزوة و الغزوة قطع الزمن مسافات و كتبت حكايات حكم فيها القدر و حسم حكايات عاشتها ناس و حكاتها ناس لناس و طواها الزمن و ختم **********
أيام السيبة و غابر السنين نروي حكاية ما رواها مداد حكاية غزال تفتن بالزين سبحان من صورها خالق لعباد سالف دلهبال يشبه الليل سيف مسلول في يد جلاد عشقها رجل كان ليه بال فالحوز كان قايد القياد **********
قسم بالقسم و اليمين تكون لو خليلة ما ترد كلام مشى الرقاص رجع فالحين خربوشة يا القايد رفضت لحكام عطى أمرو و عليه ما تلاو خرجو لمخازينة جراو جابو خربوشة و جاو رماوها مسكينة بين يديه **********
شافها القايد تبسم و صبر بغاها بالجاه ما بغات ليه هددها بالقوة و تجبر عطاها شرط خيرها فيه و قالت لو يا قايد القياد يا الحاكم من الشعبة للواد كيف تطلب مني المحال نسمح فحبي زين لولاد ولدك يا القايد راني تانبغيه ***********
ويلو الشيخة ما رضات بيه بغاها تموت قدام عينيه بناو الحوش و صلبوها عطشت جاعت بلا قياس بقات فالناس ما قربوها سطوة القايد خوفات الناس رسل عوانو جاو ينصحوها حلفت هي ما تحني الراس راضية بالموت غير خليوها و سعدات اللي مات ع الإخلاص صفار اللون و العود يبان و ناح الغراب للسما و ندب دخلاتها الموت و بقات فالعساس شفق من حالها عطاها تشرب و بصوت ضعيف خاف من الناس و الروح طالعة تلاقي الرب قالت لو نوصيك بالله يا عساس كول للقايد بزاف عليك الحب .