أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، أن المغرب مستعد للمساهمة بطريقة بناءة في وضع تصور مشترك لمستقبل سياسة جديدة للجوار في المنطقة المتوسطية، تأخذ بعين الاعتبار دينامية التحولات التي تشهدها المنطقة وانتظارات شعوبها بما يضمن لها تحقيق السلم والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي. وأبرز مزوار ،اليوم الاثنين خلال الاجتماع الوزاري لسياسة الجوار الأوربي ببرشلونة، الذي انعقد بمقر الاتحاد من أجل المتوسط، ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لجميع الأطراف في إطار الاحترام المتبادل لخصوصيات الدول الثقافية والحضارية والسياسية وسيادتها.
كما سجل أهمية تبني سياسات مشتركة حول القضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتنمية المستدامة ومسألة الهجرة وتنقل الأشخاص وتدبير الأزمات، مع استحضار التجارب الناجحة في جميع هذه المجالات، مشيرا إلى أهمية إعطاء الأولوية لقضايا التنمية وتقاسم الثروات بين ضفتي المتوسط، وضرورة أخذ السياسات الاقتصادية الأوربية لهذا المبتغى بعين الاعتبار.
وشدد خلال هذا الاجتماع غير الرسمي المنظم من قبل المفوضية الأوربية حول سياسة الجوار الأوروبية، والذي حضرته الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امباركة بوعيدة، وسفير صاحب الجلالة بمدريد، السيد فاضل بنعيش، على أهمية تدفق الاستثمارات الأوربية نحو جنوب الأبيض المتوسط لدعم التنمية بهذه الدول، مع تشجيع التعاون جنوب-جنوب، معربا عن تثمين المغرب لهذا الاجتماع الذي يعكس إرادة حقيقية في الوصول إلى سياسة جوار أوروبية جديدة بمساهمة جميع الشركاء، بناء على مقاربة شمولية تشاركية تتيح الفرصة لجميع الدول لإبداء رأيها للمساهمة في هذا المسلسل ومواجهة التحديات المشتركة.
وقد حضر هذا الاجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، ورئيس الاتحاد من أجل المتوسط السيد فتح الله السجلماسي ، وترأسته السيدة فرديريكا موغريني، المفوضة السامية للاتحاد الأوربي، ووزير خارجية اسبانيا ونائب رئيس اللجنة الأوربية المفوض الأوربي لسياسة الجوار الأوربية، ووزير خارجية لتوانيا الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوربي.
وعلى هامش مشاركته في الاجتماع، عقد السيد مزوار لقاء موسعا ضم أعضاء اللجنة الوزارية لدعم فلسطين، المنبثقة عن القمة العربية الأخيرة، ووزير الخارجية الفرنسي، السيد لوران فابيوس.
وتناول اللقاء بحث تطورات الوضع في فلسطين وتدارس سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في أفق إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
كما تباحث وزراء خارجية كل من المغرب والأردن ومصر وفلسطين مع وزير الخارجية الفرنسي حول سبل ممارسة المزيد من الضغط على المنتظم الدولي من اجل المطالبة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ووقف مسلسل الاستيطان الإسرائيلي .
واتفقت الأطراف المشاركة في هذا اللقاء على ضرورة تكثيف الجهود من أجل الدفع بمطلب إنهاء الاحتلال والإعلان عن الدولة الفلسطينية ، حيث عبر السيد فابيوس عن مساندة فرنسا للمبادرة العربية للسلام ولكل الجهود العربية المبذولة من اجل بلوغ هذا المبتغى، في أفق إقرار حل الدولتين طبقا لقرارات الشرعية الدولية.