يفتتح اليوم الاثنين ببرشلونة الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبلدان الجوار الجنوبي للاتحاد من بينهم المغرب. ويشارك المغرب في هذا الاجتماع، الذي ينعقد بمقر الاتحاد من أجل المتوسط بحضور الأمين العام للاتحاد، السيد فتح الله السجلماسي، بوفد رفيع المستوى يضم السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والسيدة امبركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، والسيد فاضل بنعيش، سفير صاحب الجلالة بإسبانيا، والقنصل العام للمغرب ببرشلونة، السيد ياسر فارس، وعدد من المسؤولين المركزيين بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون.
وبحسب مصادر دبلوماسية أوروبية، فإن هذا الاجتماع غير الرسمي سيبحث مختلف جوانب مستقبل سياسة الجوار الأوروبية تجاه بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت المصادر أن هذا الاجتماع، الذي ستترأسه ممثلة الاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية والأمن، فدريكا موغريني، والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات توسيع العضوية، جوهانس هاهن، سيمكن من فتح " نقاش معمق في إطار مسلسل المشاورات الجارية حول مراجعة سياسة الجوار".
كما يحضر هذه الأشغال رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، بالإضافة إلى 36 وزيرا للخارجية أو من ينوب عنهم في بلدان الاتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط، بالإضافة إلى مسؤولي الهيئات الأوروبية.
وكانت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فدريكا موغريني، قد أكدت، الجمعة الماضية ببروكسيل، أن بلورة "سياسة جوار أوروبية قوية تكتسي أهمية بالغة سواء بالنسبة للاتحاد الأوروبي أو بالنسبة لشركائه في الشرق والجنوب، في مرحلة تتميز بتحديات كبرى على حدودنا"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي وجيرانه مدعوون لمواجهة حالة عدم استقرار في العديد من المجالات وتهديد إرهابي يتسع نطاقه باستمرار.
واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن اجتماع برشلونة سيمكن ليس فقط من "تجديد التأكيد على التزامنا، بل أيضا من تعزيز تعاوننا لرفع تحديات مشتركة، سياسية وإنسانية وأمنية".
وأضافت أنه "بعد إطلاق مراجعة هذه السياسة، أصبحنا على استعداد لنناقش مع شركائنا في الجنوب التحديات المشتركة التي يتعين معالجتها ضمن هذا المسلسل، وأيضا الطريقة التي تمكن شراكتنا من أن تتطور بشكل يخدم مصالح الجميع".
ومن جهته، أكد المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات توسيع العضوية أن الجيران الجنوبيين للاتحاد الأوروبي يمثلون "شركاء مهمين بالنظر للتحديات الحالية الأكثر إلحاحا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ومنها التطرف والإرهاب والأمن الطاقي والهجرة غير الشرعية".
وقال إن "اجتماع برشلونة مناسبة هامة للاستماع إلى وجهة نظر شركائنا بخصوص الطريقة التي يتعين نهجها".
وتعود آخر مراجعة لسياسة الجوار إلى سنة 2011. ويرغب الاتحاد الأوروبي في مراجعة عميقة للمبادئ التي تؤسس لهذه السياسة، وكذا مجال تنفيذها والأدوات المستخدمة.
وحسب اللجنة الأوروبية، فإن الهدف هو الدخول في مشاورات واسعة قدر الإمكان سواء مع الشركاء في بلدان الجنوب أو مع الأطراف المعنية داخل الاتحاد نفسه، وذلك إلى غاية شهر يونيو.
وبعد هذه المشاورات سيتم في الخريف المقبل تقديم مذكرة تتضمن مقترحات تتعلق بتوجهات سياسة الجوار المقبلة.
ولدى الاتحاد الأوروبي أربع أولويات في هذا الصدد تتمثل في التمايز والتوجيه والمرونة والتمثل والوضوح.
وتم بالفعل حصر خمسة مجالات للطرفين معا مصالح مشتركة فيها، ويتعلق الأمر بالتجارة والتنمية الاقتصادية والربط والأمن والحكامة والهجرة-التنقل.