أعلن منظمو الدورة الثالثة عشرة للمنتدى الاجتماعي العالمي، التي ستنطلق اليوم بالعاصمة التونسية، عن تنظيم مسيرة دولية ابتداء من زوال اليوم الثلاثاء، للتنديد بالإرهاب والتضامن مع تونس بعد الهجوم الإرهابي ضد "متحف باردو"، الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص. وستنطلق المسيرة، حسب ما اوردته "و م ع" استنادا إلى تصريح للناشط المغربي حمودة صبحي عضو المجلس العالمي للمنتدى وعضو المنتدى المغاربي، من "باب سعدون" في اتجاه "متحف باردو"، حيث اكدت جميع الجمعيات والمنظمات الدولية مشاركتها في دورة هذا المنتدى، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 28 مارس الجاري، وذلك بتنظيم جلستين عامتين الأولى مخصصة للشباب والثانية للنساء.
وأبرز ذات المتحدث، عقب ندوة خصصت للإعلان عن البرنامج النهائي للمنتدى، أن إصرار الجميع على المشاركة في هذا المنتدى ، الذي من المنتظر أن يعرف حضور حوالي 70 ألف مشارك في "مسعى لبحث مختلف الوسائل والسبل الكفيلة بتقوية وتطوير مقومات حركة عولمة بديلة للنيو-ليبرالية السائدة"، يشكل "موقفا مبدئيا حازما ضد الإرهاب باعتباره آفة عالمية، وإصرارا على دعم تونس في هذه الفترة الأليمة".
وأشار صبحي إلى أنه علاوة على نبذ العنف والإرهاب، سيكون البعد الاجتماعي حاضرا في المنتدى ، والمسيرة باعتبارها " أيضا تظاهرة شعوب العالم للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحرية والسلام".
كما أنه من المنتظر أن تعرف هذه الدورة مشاركة قوية على المستوى المغاربي، من خلال حضور حوالي 2446 منظمة ، وما بين 700 و800 مشارك مغربي من مختلف الهيئات والجمعيات والمنظمات المدنية، من ضمنهم حوالي 22 برلمانيا.
وأوضح المنظمون أن المنتدى ، الذي سيستقطب نحو 4300 منظمة غير حكومية من نحو 120 بلدا ، سيطلق حوارا صريحا حول حركة العولمة البديلة بهدف بحث إمكانيات اجتراح بدائل للعولمة النيوليبرالية، من خلال الاستئناس بتجارب مدنية واجتماعية عالمية (اسبانيا والبرتغال على سبيل المثال)، الى جانب تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية موازية.
ومن المقرر أن يبحث هذا المنتدى ، الذي يقام تحت شعار "كرامة، حقوق وحرية"، على الخصوص قضايا تهم "التغيرات المناخية والعدالة البيئية، والمسائل المرتبطة بالعولمة (...) وقضايا العدالة الاجتماعية والانسانية (..) ومنها قضية المرأة والقضية الفلسطينية"، مضيفين أن المنتدى سيعرف أيضا تنظيم أنشطة ثقافية وتجمعات نسائية وشبابية، وعقد ندوات ومؤتمرات وأوراش وتقديم شهادات، وحملات محددة تركز على سبيل المثال على "التربية للجميع" و"العنف ضد النساء" و"العدالة المناخية" و"حقوق المهاجرين".
من جهة ثانية سيبحث المشاركون "التطورات السياسية في البلدان التي عرفت ثورات وحركات ديمقراطية" وكذا استراتيجيات الفاعلين المنخرطين على المستوى المحلي والاقليمي، و"الحلول الجديدة التي تبدعها شعوب هذه البلدان لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية"، ومحاولة استيعاب التداعيات الجيو-سياسية ودور واستراتيجيات عدد من الفاعلين الاقليميين والدوليين لفهم التوازنات الجديدة، وتطور النزاعات القديمة والجديدة.
كما يطمح المنتدى الى "تثمين وتقوية النضالات التي يقودها الفاعلون الاكثر تأثرا بتداعيات المواجهات الحالية والازمة الاقتصادية والاجتماعية (النساء، والشباب، والمهاجرون، والفلاحون، والعمال المهددون، والمعطلون...)"، علاوة على بحث الازمة الاقتصادية والايكولوجية الحالية ، ليس باعتبارها أزمة اقتصادية ومالية فقط، بل أيضا باعتبارها أزمة حضارية وقيمية ، وكذا توفير فضاء للحوار والتضامن بين الحركات الاجتماعية والاطراف المعنية في المنتدى، والحركات الجديدة التي برزت جراء النضالات المناهضة لسياسات التقشف المتخذة خلال السنوات الاخيرة.
وستؤثث الجمعيات المغاربية فضاء القرية المغاربية التي سيتم في إطارها إطلاق "مرصد الهجرة"، بمشاركة ممثلين عن الدول الخمس ومنظمات الجالية في أوروبا ، وذلك يوم 27 مارس الجاري.
يذكر أن المنتدى، الذي استضافته تونس سنة 2013 بمشاركة 60 ألف ناشط، كان قد تأسس في مدينة "بورتو أليغري" البرازيلية. ويسعى هذا المنتدى إلى أن يكون"نقيضا" للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يقام سنويا في "دافوس" بسويسرا.