اصيب شرطيان بالرصاص في مدينة فرغسون الاميركية، اليوم الخميس، خلال تظاهرة احتجاج على طريقة تعامل الشرطة مع السكان من اصول افريقية، وذلك غداة استقالة قائد شرطة المدينة على اثر تقرير لوزارة العدل وثق الممارسات العنصرية للشرطة. وقال رئيس شرطة مقاطعة سانت لويس جون بلمار للصحافيين في مكان الحادث ان شرطيا اصيب في وجهه والآخر في كتفه، في نهاية تظاهرة خارج مركز الشرطة في مدينة ميزوري. واوضح ان "الشرطيين كانا يقفان في المكان حين تعرضا لاطلاق نار لمجرد انهما من رجال الشرطة"، لافتا الى انهما على قيد الحياة لكن اصابتهما خطيرة.
ونقلت شبكة "سي ان ان" عن شاهد عيان ماركوس رورر ان الاجواء في التظاهرة كانت متوترة وانه اعتقد في بادئ الامر ان اطلاق الرصاص ليس سوى مفرقعات نارية. وتابع "حين رأيت الشرطيين يقعان ارضا، ادركت ان الامر ازداد سوءا".
وبحسب بلمار فان مصدر اطلاق النار ليس واضحا حتى الآن. الا ان رورر قال ان اطلاق النار جاء من مسافة خلف مجموعة صغيرة من المتظاهرين، وقال "من غير المنصف تحميل المتظاهرين المسؤولية".
وفي وقت سابق استقال توماس جاكسون قائد شرطة فرغسون في وسط الولاياتالمتحدة بعد اسبوع على تقرير لوزارة العدل الاميركية وثق ممارسات عنصرية لشرطة المدينة التي شهدت العام الماضي مقتل الشاب الاسود مايكل براون برصاص شرطي.
وجاكسون هو آخر مسؤول في فرغسون يستقيل من منصبه بعد سبعة اشهر على تظاهرات واسعة شهدتها المدينة احتجاجا على قتل الشرطي دارن ولسون للشاب براون، مما اثار ايضا جدلا واسعا في البلاد حول العنصرية والاجهزة الامنية.
وكتب جاكسون في رسالة نشرتها صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش أمس الاربعاء "اعلن بحزن استقالتي من منصب قائد الشرطة. كان لي شرف وامتياز خدمة هذه المدينة العظيمة وأن اعمل معكم جميعا".
واكدت مدينة فرغسون في بيان التوصل الى اتفاق مع قائد الشرطة بشأن استقالته التي تصبح سارية المفعول في 19 مارس على ان يحصل على تعويضات نهاية الخدمة وعلى ضمان صحي لمدة عام.
ورحبت عائلة براون باستقالة قائد شرطة فرغسون الذي يشغل هذا المنصب منذ العام 2010. وكانت العائلة اعلنت انها سترفع دعوى بحق فرغسون والشرطي دارن ولسون.
وصرحت وزارة العدل قبل اسبوع انه ليس لديها ما يكفي من الادلة لتوجيه تهم فدرالية تتعلق بالمساس بالحقوق المدنية الى ولسن بشأن مقتل الشاب البالغ من العمر 18 عاما في التاسع من غشت بعد شجار مع الشرطة في حي سكني هادئ.
لكن في المقابل أدانت وزارة العدل ممارسات بلدية المدينة والشرطة والمحكمة المحلية العنصرية في التعامل مع غالبية السكان من اصول افريقية من اجل تحقيق أكبر قدر من عائدات الغرامات.
وقال المحامي عن عائلة براون لشبكة "سي ان ان" الاخبارية إن "والد مايكل براون ووالدته يشعران بالارتياح لانه يجري التحرك بناء على النتائج المقلقة في تقرير وزارة العدل".
وجاكسون هو المسؤول الخامس في فرغسون الذي يقدم استقالته بعد تقرير وزارة العدل. وكان استقال من قبله قاضي المحكمة المحلية في فرغسون وقائدان في الشرطة، من بينهما المشرف على ولسون. فيما استقال يوم الخميس ايضا جون شو مدير الخدمات في المدينة.
كما طرد كذلك كاتب المحكمة من منصبه بسبب رسائل الكترونية اتسمت بالعنصرية.
ولا يزال رئيس بلدية فرغسون جايمس نولز في منصبه. وقد تعهد باجراء اصلاحات جزرية في المدينة التي تضم 21 الفا غالبيتهم من اصول افريقية.
وفي مؤتمر صحافي مساء الخميس، وصف نولز قائد الشرطة المستقيل بانه "رجل شريف" ادرك ان "الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي بحلول شخص آخر، لذلك قرر المغادرة".
واعترف ولسون باطلاق النار على براون وقال ان الاخير حاول الاستيلاء على سلاحه. ويصر آخرون على ان براون رفع يديه استسلاما حين اطلق ولسون النار عليه.
وفي نوفمبر الماضي قررت هيئة محلفين عدم توجيه اتهامات لولسون بارتكاب جريمة او بالقتل ما اثار موجة من الاحتجاجات التي اتسمت بالعنف.
ووضعت قوات الشرطة في كافة انحاء البلاد تحت الرقابة بعد قتل عدد من المواطنين من اصول افريقية، من نيويورك، حيث قتل اريك غارنر اثناء عملية اعتقال، الى ماديسون وويسكونسن حيث استمرت التظاهرات يوم الاربعاء بعد اطلاق النار الجمعة على مراهق اعزل.
واكد وزير العدل الاميركي اريك هولدر يوم الجمعة المنصرم استعداده لتفكيك شرطة فرغسون اذا لم تلتزم بالاصلاحات. وقال "اننا مصممون على استخدام كل الصلاحيات التي بحوزتنا، كل القدرة التي نملكها للتأكد من ان الوضع سيتغير هناك. اقول فعلا كل شيء، من العمل معهم حتى التغيير الكامل للبنية".
اما نولز الجمهوري الذي انتخب رئيسا للبلدية قبل اربعة اشهر على مقتل براون، فاستبعد الاربعاء تفكيك شرطة المدينة.
وقال ان فرغسون ستعمد الى "بحث واسع في كل انحاء البلاد" لايجاد قائد شرطة جديد ومدير خدمات، في محاولة لان تصبح "مثالا للمدينة التي تستطيع المضي قدما في مواجهة المحن".