شهدت مدينة فيرغسون الأميركية في ولاية ميسوري (وسط) ليل الاثنين، اعمال شغب شملت احراق مبانٍ واطلاق نار على شرطيين بعد قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهامات جنائية للشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل بالرصاص الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في 9 آب (اغسطس) الماضي. كما نزل آلاف الأميركيين الى شوارع مدن أخرى في العاصمة واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس انجليس وسياتل للتنديد ب «العنصرية». وبررت الهيئة التي تضم 9 أعضاء بيض و3 سود، قرارها الذي صدر بعد ثلاثة أشهر من المداولات، بأن «الشرطي ويلسون تصرف بموجب اجراءات الدفاع المشروع عن النفس بعد حصول مشادة بينه وبين براون». وقال المدعي روبرت ماكولوخ امام الصحافيين: «لا شك في ان الشرطي ويلسون تسبب في موت براون بطريقة ماسوية. لكن اعضاء هيئة المحلفين خلصوا بعد تحقيق كامل ومعمق الى ان لا سبب كافٍ لاطلاق ملاحقات قضائية ضد الشرطي». وتابع: «واجب هيئة المحلفين هو الفصل بين الوقائع والخيال. وهم استمعوا الى 60 شاهداً وافادات ثلاثة اطباء شرعيين، وتفحصوا مئات الصور»، مشيراً الى نقض شهود قول آخرين ان الشرطي اطلق النار حين رفع الفتى براون يديه في موقع شهد سرقته علبة سيجار. وعلّق رجل من فيرغسون في ال63 من العمر: «عايشت قرارات مماثلة خلال فترة مارتن لوثر كينغ. لم يتغيروا، ولن يتغيروا ابداً». اما بات بايلي فقالت: «عشت فترة كافية كي ادرك ان الأميركيين المتحدرين من أصول افريقية لا يعتبرون كباقي البشر». وابدت عائلة مايكل براون خيبتها من عدم توجيه اتهامات ل «قاتل طفلنا»، لكنها دعت الى الهدوء على غرار الرئيس باراك اوباما الذي طالب ايضاً الشرطة ب «ضبط النفس»، وقال: «نحن أمة تقوم على احترام القانون، والطعن بالقرار يجب ان يحصل بطريقة سلمية». وحذر اوباما من محاولة «اخفاء المشكلات» المرتبطة بالعنصرية في الولاياتالمتحدة، وقال: «يجب ان نقر بأن الوضع في فيرغسون يعود الى تحديات اكثر اهمية ما زالت بلدنا تواجهها، ففي مناطق كثيرة هناك مشكلة عدم ثقة بين قوات الأمن والمجموعات الملونة بسبب ارث التمييز العنصري الذي ليس مشكلة في فيرغسون فقط، بل في اميركا كلها». واضاف: «يجب ان نفهم هذه المشكلات، ونرى كيف يجب ان نحقق تقدماً. ولكن هذا لن يحصل عبر رمي زجاجات وتحطيم سيارات والتعدي على أي كان». واكد وزير العدل الأميركي اريك هولدر ان التحقيق الفيديرالي مستمر، و»هو مستقل عن التحقيق المحلي منذ البداية، وسيبقى كذلك»، مؤكداً ان السلطات الفيديرالية تمتنع عن استخلاص «نتائج متسرعة». لكن هذه الدعوات لم تمنع تجدد العنف في فيرغسون التي سبق ان واجهت اضطرابات خطرة تلت حادث آب. وتعرض الشرطيون لهتافات محتجين «لا عدالة لا سلام»، ثم لإطلاق نار كثيف ورشق بحجارة وزجاجات وعلب معدنية، واندلعت النيران في 12 مبنى على الأقل وسيارات، كما اعلن جون بلمار، قائد شرطة مقاطعة سانت لويس. وأحصى بلمار 150 طلقة نارية لم ترد الشرطة عليها رغم اضطرارها الى استخدام الغاز المسيل للدموع لاجبار موجات من المحتجين على الابتعاد عن مراكزها، ما منع سقوط قتلى. وهي اعتقلت 29 شخصاً على الأقل، قبل ان يطلب حاكم ميسوري، جاي نيكسون، تعزيزات اضافية من قوات الحرس الوطني التي أكد انها «ستحفظ الأمن في منشآت حيوية، مثل وحدات الإطفاء ومراكز الشرطة ومنشآت المرافق». وقيّدت ادارة الطيران الفيديرالية الأميركية موقتاً ليل الاثنين الرحلات الجوية فوق بلدة فيرغسون.