تباينت تشخيصات عدد من خبراء التصوير والإخراج السينمائي لطبيعة الفيديو الذي يوثق عملية إعدام الرهينة الأردني معاذ الكساسبة عن طريق حرقه في قفص حديدي، بين رؤية تعتبر الشريط مجرد مشهد سينمائي تم إخراجه اعتمادا على "الخدع السينمائية" وأخرى تقول إنه حقيقي واحترافي على مستوى توظيف التقنيات.. وفي هذا الاطار دعا المخرج المصري أحمد عبد الحميد المواطنين إلى اعتبار شريط الفيديو فرجة والاستمتاع بمشاهدته كمشهد سينمائي تم صنعه بشكل سيء.
وعلل ذات المخرج، في تصريح لموقع "الوطن نيوز" الفلسطيني، رؤيته التي تصنف الشريط في خانة "التمثيل السيئ" بتحليل تقني للشريط الذي تم تصويره بواسطة خمس كاميرات، مؤكدا على أن الممثل "الكومبارس" فشل في الإيحاء بالواقعية وهو يحترق حيث كان رد فعله "غير طبيعي أو تلقائي و مفتعلا"، رغم استعماله للواقي "التقني" الذي يستعمل في الخدع السينمائية، مضيفا في شبه سخرية "إن هذا المشهد لا يصعب على أي متخصص في هذا المجال اكتشاف أنه غير حقيقي ومجرد مشهد سينمائي لم يتم صنعه باحترافية."
بيد أن الخرج عمرو عرفة اختلف مع رؤية المخرج السابق مؤكدا لذات الموقع أن مخرج الفيديو جد محترف واعتمد تقنيات عالية في تثبيت عدة كاميرات بأحجام مختلفة وفي عدة أماكن، وكان المونتاج هو المهيمن في عملية انجاز الشريط حسب تصريحه.
من ناحية أخرى، نشر المخرج السينمائي السوري محمد بايزيد على صفحته في فايسبوك ما سماه نقدًا علميًا لمقطع الفيديو، متناولًا في تحليله إخراج المقطع سينمائيًا ومونتاجه وطريقة تصويره.
وقال بايزيد: "الكثير من الناس يتحدثون أن فيديو حرق الكساسبة فيديو ملفّق، وأعتقد أن هذا الاعتقاد يقف وراءه سببان أساسيان، أولهما: أن الفيديو مصوّر بطريقة سينمائية، بكاميرات عديدة من زوايا مختلفة، وجود لهب في مقدمة الكادر لإعطاء إحساس سينمائي مذهل، توزيع احترافي للكاميرات بحيث لا تكشف بعضها بعضًا، تمامًا مثل تصوير الاستديو أو البرامج التلفزيونية، توزيع الجنود ضمن الكوادر بطريقة مدروسة ومنظّمة، كل إنسان – مع تحفظي على هذه الكلمة هنا – يعرف دوره جيدًا، ليس هناك تدافع، ليس هناك جمهور، بينما اعتاد الناس أن يشاهدوا مثل هذه الأعمال بتصوير كاميرا جوّال تهتز والناس تتدافع حولها بعشوائية.."
وأضاف ذات المخرج "السبب الثاني لاعتقاد الناس أن الفيديو ملفق هو التلاعب بالزمن وتمديده عبر تبطيء الصورة في اللحظات الحرجة، قرب وصول اللهب للقفص، فالتصوير تم بكاميرات High Speed والتي تقوم بتصوير عدد كبير من الكوادر في الثانية لتبطيئها لاحقًا بطريقة مبهرة، هذا الأمر أعطى إحساسًا للناس بأن الفيديو غير حقيقي".
وكشف بايزيد أن ثمة لقطات أضيف إليها لهب غرافيكس (Alpha Fire) لزيادة إحساس الرهبة، "لكن هذا لا يغيّر حقيقة أن بقية اللهب حقيقي".
وتابع بايازيد: "رأيي المهني أن الفيديو حقيقي، كل ما في الأمر أنه مصنوع باحترافية لم نعتد على مشاهدتها في مثل هذه الفيديوهات، ورأيي أن ردة فعل معاذ على حرقه كانت حقيقية كذلك".