أكدت النائبة الأوروبية البلغارية ماريا غابرييل، امس الأربعاء ببروكسيل، أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء يعد مبادرة "محمودة وشجاعة وواعدة". وقالت النائبة عن مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الوأروبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه في ظل الوضعية الحالية لملف الصحراء، ينبغي اتخاذ كافة التدابير التي تتيح "التقدم في مسار التسوية"، مشيرة إلى أن "مخطط الحكم الذاتي المغربي يمثل، في هذا الإطار، مبادرة محمودة وشجاعة وواعدة".
ومن منطلق أن تنظيم الاستفتاء "غير واقعي"، شددت البرلمانية الأوروبية على ضرورة إيجاد "حل متفاوض بشأنه وشجاع، يضطلع فيه الشباب والنساء بدور هام".
وقالت النائبة الأوروبية، على هامش عرض الفيلم الوثائقي "البوليساريو .. هوية جبهة"، الذي يقترح تشخيصا يسلط الضوء على ماهية جبهة "البوليساريو" وإديولوجيتها ومسانديها وممارساتها وافتقادها لشرعية تمثيل الصحراويين، "إن السياق الإقليمي والدولي الحالي ينبغي أن يشجع كافة الأطراف على التوصل إلى تسوية".
وسجلت أن "التحديات التي تواجهها المنطقة جسيمة. فالإرهاب أضحى تهديدا يوميا، كما أن الاتجار في الأسلحة والمخدرات والبشر يمثل مشكلا حقيقيا للجميع، ما يستدعي العمل من أجل تسوية نزاع الصحراء، من خلال إيجاد توازن بين الإرادة السياسية والحقيقة على أرض الواقع".
تجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص الصحراء، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف.
وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.
ومن أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي الذي عمر 40 سنة، اقترح المغرب مخططا للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وهي المبادرة التي حظيت بإشادة القوى الدولية باعتبارها حلا توافقيا وجديا وواقعيا وذا مصداقية، إلا أن الجزائر و"البوليساريو" رفضته كالعادة.
ولم تدخر الجزائر و"البوليساريو" على مدى أربعة عقود أي جهد لتقويض المسلسل الأممي لتسوية نزاع الصحراء من خلال رفض إحصاء السكان المحتجزين بتندوف والتشبث بتنظيم ما يسمى ب"استفتاء تقرير المصير"، الذي خلصت الأممالمتحدة نفسها إلى استحالة تنظيمه.