لا أحبّ أغاني الرّاپ ولا أستمع إليها. لكن الأغنية الأخيرة ديال ال"بيگ" جعلتني لا أمرّ عليها مرور الكرام أو الكيران، ليس لأنه قال شيئا مهما، بل لأنه قال شيئا يستحق أن يجد من يحكّ له بسببه فلفلة سودانية مع فمه الأعوج! "بيگ" وصف شباب 20 فبراير، ومعهم جميع المغاربة الذين خرجوا للتظاهر في الشوارع المغربية، طلبا للديمقراطية والحرية والكرامة، ب"ربعة ديال البراهش اللي واكلين رمضان"، و "رباعة ديال اللحايا اللي جايين يكفرو الشعب". تبارك الله والصلاة على النبي على الغليضْ! المصيبة الكبرى، أن السّي "بيگ" كان يغني ضد الفساد والمفسدين، وعندما جاء وقت التغيير، قرر أن ينضمّ إلى صفوف هواة "وضع العصا فالرويضة"، وهذا يحتمل احتمالين اثنين لا ثالث لهما: إما أنه تخلى عن كل "مبادئه" السابقة، وهذه فضيحة، وإما أنه أصلا لا يؤمن بما يقول، وهذه فضيحة أكبر. حْصلة واش من حصلة هي آل"بيگ"! هناك من ينادي بضرورة احترام رأي "بيگ"، وهادي على راسنا وعيننا، ولكن أن تصل به الوقاحة إلى وصفنا ب"البراهش"، فليسمح لنا السي الغليض أن نقول له بأننا لن نسكت، وإذا كان لديه لسان طويل ومسموم، فنجن بدورنا لدينا أقلام مسمومة أكثر من لسانه بألف مرة. الشباب ما خصهومش يبقا فيهم الحال لأن ال"بيگ" وصفهم ب"البراهش واللحايا"، وكأنه وحده صاحب العقل الراجح، ما يجب على الشباب أن يفعلوه الآن هو أن يلقنوا ال"بيگ" درسا لا ينساه أبدا، ويبرهنوا له على أنهم ماشي براهش. وأول خطوة هي أن يقاطعوا شراء أسطواناته، ما دام أن زبناءه من الشباب، ويعلنوا مقاطعة حفلاته، والمأمول الآن من الشباب هو أن يتحدوا، كي تكون أول سهرة ينظمها ال"بيگ" بعد هذه الأغنية المخزية مقامة على منصة في ساحة كايصوت فيها الريح، باش مرة أخرى يتعلم يجمع فمو ويعرف آش كايقول. قاليك ربعة ديال البراهش. إيلا كان شي واحد كايدير التبرهيش آل"بيگ" راه هو انت!