مباشرة بعد العملية الارهابية التي هزت فرنسا عقب الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، وما تلاها من أحداث أدت إلى مقتل 17 شخص، الاسبوع المنصرم، ارتفعت العديد من الاصوات داخل الجمهورية مطالبة حكومة الاشتراكيين بضرورة حل الازمة الديبلوماسية مع المغرب والتعاون مع المملكة، التي تعد رائدة في المنطقة وفي العالم في مجال مكافحة الارهاب.. فبعد تصريحات شارل باسكوا، وزير الداخلية الفرنسي السابق، الذي دعا إلى وجوب إحياء التعاون الاستخباراتي مع المغرب بحكم أن المخابرات المغربية، حسب قوله، تتوفر على خزان مهم من المعلومات بشأن الجهاديين والشبكات المتطرفة، جاء دور بيرنار سكوارسيني، المدير السابق للمخابرات الداخلية الفرنسية، الذي دعا سلطات بلاده إلى بعث الروح في علاقات التعاون مع المغرب لمواجهة المخاطر الإرهابية ، وذلك خلال حوار اجرته معه جريدة لوفيغارو الفرنسية..
وعاد بيرنار سكوارسيني، اليوم، ليؤكد، اليوم على أمواج "راديو كلاسيك"، ان فرنسا لم تقدر جيدا عمق الأزمة مع المغرب، داعيا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لزيارة المغرب للقاء جلالة الملك محمد السادس.
وعدّد سكوارسيني، عند حديثه عن الأحداث الارهابية الأخيرة التي هزت فرنسا، الأخطاء المرتكبة من طرف المخابرات الفرنسية، منتقدا في الآن ذاته غياب التعاون مع المغرب، الذي كان "حليفا كبيرا" حسب تعبيره.
ولاحظ سكوارسيني، بخصوص التعاون بين المغرب وفرنسا في المجال الأمني، أنه "حاليا مع المغرب كل شيء متوقف"، مذكرا بحادث أركانة، والذي مكن فيها التعاون الدولي من إيقاف الفاعل...
وفي ختام مقابلته الإذاعية، قال سكوارسيني "أنه على الرئيس الفرنسي هولاند أن يزور المغرب ويلتقي بالملك محمد السادس، فلقد أعطينا للأزمة مع المغرب أقل مما تستحق".
يشار ان تناسل هذه الدعوات، المطالبة بالتعاون مع المغرب، تأتي في سياق الصدمة التي هزت فرنسا عقب مذبحة "شارلي إيبدو"، وما تلاها من أحداث أدت إلى مقتل 17 شخص، والتي كشفت عن وجود خلل في المنظومة الأمنية الفرنسية بخصوص التعامل مع الجهاديين والمتطرفين فوق ترابها..
يذكر ان بيرنار سكوارسيني تولى قيادة جهاز الاستخبارات الداخلية بفرنسا بعد توحيد جهاز "الديستي" والاستعلامات في مديرية واحدة. وقاد هذا الجهاز من 2008 إلى 2012.