نوه قادة سياسيون ووزراء حضروا، اليوم الثلاثاء بالرباط، مراسيم تشييع جثمان المرحوم عبد الله بها، وزير الدولة، بنهج التوافق والاعتدال والحكمة الذي ميز مسيرة الراحل. وقال عبد السلام الصديقي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وهو يسير في موكب الفقيد، الذي وافته المنية، أول أمس الأحد، في حادث قطار ببوزنيقة، عن عمر 60 عاما، كان الراحل "رجل دولة ومسؤول وطني كرس حياته لخدمة الوطن، وعاش متواضعا ومخلصا ومؤمنا بالديمقراطية".
وأضاف الصديقي "كان المرحوم، حسب معرفتي به، رجلا يفضل الحوار على المواجهة ويعرف كيف يتعامل مع القضايا الصعبة والشائكة، ويتمكن دائما من إيجاد المخرج الذي يجمع عليه الكل"، مشيرا إلى أن مثل "هذا الرجل يصعب تعويضه وهو خسارة كبيرة للوطن والشعب المغربي".
من جانبه، وصف لحسن حداد عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية ، في تصريح مماثل، الراحل بأنه "كان الأخ الكبير والزميل الحكيم وإنسان له من العلم ما مكنه من أن يكسب عطف وإعجاب الكثيرين"، مذكرا بدأب الراحل في "إسداء النصح الجليل، والنطق بكلام موزون، والبحث عن التوافقات والحلول الوسطى".
وقالت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، السيدة نبيلة منيب، في تصريح بالمناسبة، "لم تكن لدينا علاقات مع الراحل ولكن ما نعرفه عنه أنه رجل صدوق، ثابت على خطه، ورزين".
بدوره، أثنى السيد صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ، على ما تميز به الراحل من خصال وأخلاق، مؤكدا أن السيد بها "كان رجل الاعتدال والانفتاح والتوافقات وتقريب وجهات النظر"،و "ينظر لمصلحة بلده، ومتشبث بثوابتها".
وفي نفس السياق، قال الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، كان الفقيد "رجل دولة بامتياز .. كان رجلا صامتا يعمل كثيرا" ، مضيفا "لما كنا في الحكومة كان السيد بها يسعى إلى لم الشمل والتوافق".
وفي كلمة مماثلة، قال القيادي بحزب العدالة والتنمية، والوزير المنتدب المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، "كان الراحل قدوة ومدرسة، كما كان رجل التوافقات والسلام والقول الطيب"، سائلا الله أن يسكن الفقيد فسيح جناته.
وقد تقلد الراحل عبد الله بها، المزداد سنة 1954 بجماعة أفران الأطلس الصغير (إقليمكلميم)، في مساره السياسي، منصب نائب رئيس مجلس النواب (2007)، ورئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب (2003-2006)، ورئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب (2002-2003).
وتقلد الفقيد، الذي انتخب نائبا برلمانيا عن دائرة الرباط شالة لثلاث ولايات متتالية (2002-2011)، منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية منذ سنة 2004، وكان أيضا عضوا في المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، ورئيس تحرير سابق لجريدتي (الإصلاح) و(الراية)، ونائب مدير نشر سابق ليومية (التجديد). والفقيد حاصل على دبلوم مهندس تطبيق في التكنولوجيا الغذائية من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط سنة 1979.
وجرت مراسيم تشييع جثمان المرحوم بعد ظهر اليوم بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
ونقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب، بحضور أفراد أسرته، ورئيس الحكومة، ومستشاري صاحب الجلالة، والحاجب الملكي، وأعضاء الحكومة، ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، وبعض الضباط السامين بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وقائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني.