ندد شيوخ ومنتخبو وفعاليات قبيلة الرقيبات البيهات بإقليم السمارة بشدة بما يتعرض له أفراد قبيلتهم وأبناء عمومتهم بمخيمات تندوف، وذلك على إثر التدخل الهمجي من طرف الدرك الحربي الجزائري، ومليشيات "البوليساريو" لقمع المظاهرات السلمية. واستنكروا في بيان تنديدي، تمت تلاوته مساء امس الاربعاء خلال تجمع لأفراد القبيلة بمنزل الشيخ الوالي مولاي خيري، إقدام هذه القوات على إطلاق الرصاص الحي، والضرب والجرح في حق أبرياء عزل على إثر الوقفة الاحتجاجية السلمية التي نظمتها عائلة الشابة محجوبة حمدي الداف، ضد الجرائم الممنهجة والمستمرة من طرف الجزائر وحكومتها، وذلك على مرأى ومسمع من منظمة غوث اللاجئين التي لم تحرك ساكنا.
وأعربوا عن رفضهم التام للانتهاكات التي تمارس في حق المحتجزين بمخيمات تندوف والتي ماهي إلا دليلا على القمع والإرهاب اليومي الذي اعتادته قيادة "البوليساريو" تجاه مطالبهم السلمية والمشروعة، محملين "البوليساريو" مسؤولية سلامة ومصير أبنائهم ومعبرين عن تضامنهم الكامل مع مطالبهم المشروعة التي ووجهت بأبشع أنواع العنف.
واعتبروا أن ما تعرفه مخيمات تندوف اليوم من تجاوزات ما هي إلا حلقة ضمن سلسلة من الانتهاكات المتواصلة التي ترتكب في حق المحتجزين في تلك المخيمات، في ظل الحصار والقمع الممنهج الذي يمارس ضد هذه الشريحة الاجتماعية من "أهالينا"، والتي ما فتئت تطلق نداء استغاثة صارخة للمجتمع الدولي لفضح الممارسات الدنيئة التي تتعرض لها، والتي لا تحترم المبادئ الأساسية لحرية التعبير ولا حقوق الانسان، كما هي متعارف عليها دوليا.
وأكدوا على تشبثهم بالدفاع عن حقوق إخوانهم وأبناء عمومتهم بمخيمات تندوف ضد الجرائم التي تمارس في حقهم في تحد صارخ لتوصيات المجتمع الدولي في مجال حقوق الانسان، محملين الحكومة الجزائرية وقادة "البوليساريو" المسؤولية الكاملة تجاه ما آلت إليه الأوضاع داخل المخيمات من غياب تام لأبسط شروط العيش، ناهيك عن تشريد الأطفال ودفعهم للعيش في كنف أسر أجنبية بعيدا عن عائلاتهم الصحراوية.
وسجل أفراد قبيلة الرقيبات البيهات بالسمارة أنه "إذا كانت بلادنا قد نجحت في أن تكون نموذجا للاستقرار والأمن والتعايش بفضل الاختيارات الاستراتيجية والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والتي باتت انعكاساتها الايجابية ملموسة على جميع الأصعدة وبجميع ربوع المملكة، وعلى رأسها أقاليمنا الجنوبية، والتي أضحت بدورها نموذجا يحتذى به على المستوى الحقوقي عبر انفتاحها على الآليات والمؤسسات الحقوقية الدولية والوطنية، فإن ذلك شكل إزعاجا لخصوم وحدتنا الترابية الذين يتقنون الكذب والتحايل والممارسات البعيدة عن نبل حقوق الانسان، وانشغالهم بغسل أدمغة إخواننا الصحراويين المحتجزين فوق التراب الجزائري في ظروف مأساوية محرومين من أبسط حقوق التعبير".
وشددوا على ضرورة مواصلة مجلس الأمن العمل من أجل استمرار المفاوضات حول المقترح المغربي القاضي بتخويل الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، يمكن المحتجزين بمخيمات تندوف من العودة الى وطنهم والمساهمة في الدينامية التنموية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية للمملكة، والاستفادة من مناخ السلم و الاستقرار الذي تنعم به الوطن.
وجددوا التأكيد على استعدادهم الدائم للدفاع عن المقدسات الوطنية والوحدة الترابية للمملكة العلوية الشريفة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وتمسكهم المتين بالمكتسبات التي حققها المملكة المغربية في كافة المجلات، مؤكدين على أن "مناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تنال من عزمنا المضي قدما وراء صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله لبناء الصرح الديموقراطي وتكريس حماية الحقوق والحريات، ومواصلة بناء أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الربوع العزيزة من المملكة".