يحتفل المسلمون بعاشوراء الذي يصادف اليوم العاشر من شهر محرم، اول الشهور الهجرية، إلا ان هناك تعدد في الروايات حول اصوله والاسباب التي جعلت السنة والشيعة تحتفل به مع اختلاف في الطقوس والعادات.. ومن بين الروايات حول النشأة الأولى لصيام يوم عاشوراء حديثان أحدهما ما رواه البخاري عن ابن عباس أن الرسول قدم المدينة يوم عاشوراء فإذا اليهود صيام، فسألهم عن ذلك فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجّا فيه موسى وبني إسرائيل فقال: نحن أولى بموسى منكم وإني لأحتسب هذا اليوم ذنوب العام السابق له، فصامه وأمر المسلمين بصيامه..
اما الحديث الآخر فهو ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما كذلك عن عائشة زوجة الرسول أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر الرسول بصيامه حتى فُرض رمضان فقال من شاء فليصمه ومن شاء أفطر...
وإذا كانت الاحتفالات عند السنة تكتسي صبغة الصوم والفرح وإقامة الاحتفالات كما هو الشأن عند عموم المغاربة، فإن الشيعة يقيمون المآتم والحزن ويقومون بضرب الخدود وشق الجيوب وضرب أجسادهم ليخرج الدم ، وذلك حزناً على مقتل الحسين بن علي في هذا اليوم، بعد حِصَار دام ثلاثة ايام مٌنِعَ هو وأهل بيته من الماء، في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة من قبل جيش يزيد ابن معاوية..
إلا ان الطابع اليهودي للاحتفال هو الطاغي على احتفالات المغاربة حيث تتميز بالفرح وإقامة طقوس تحتفي بالماء والنار وإقامة الافراح من طرف النساء وإسعاد الاطفال من خلال شراء لعب ومقتنيات لهم، وكذا الاشكال الفرجوية التي تقام في مختلف المدن والقرى المغربية(نموذج كرنفال "أوداي نتعشورت" الذي يقام في كلميمة بالجنوب الشرقي للمغرب)، بالرغم من وجود مناطق تظهر فيها بعض مظاهر التأثر بالشيعة، وذلك من خلال احتفالات قريبة من طقوس التعزية وهي اشكال مسرحية تعيد تمثيل حدث مقتل الامام الحسين بن علي، وهو ما يتضح من خلال طقوس ضرب الاجساد والنحيب الذي تقوم به بعض النسوة بمنطقة تامسنة..