أبرز وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، بلندن، الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز التعاون في أفريقيا .
وقال بوسعيد، في كلمة خلال الندوة التي عقدت في قصر( مانشن هاوس) بلندن حول الاستثمارات في المغرب، إن شعار هذا اللقاء المتمثل في "المغرب، بوابة للأعمال نحو إفريقيا" يندرج في إطار رؤية جلالة الملك لتعزيز التعاون بإفريقيا وفق صيغة رابح- رابح، التي تهدف إلى ضمان التنمية المشتركة والإقلاع المشترك للبلدان الإفريقية.
وذكر بوسعيد بأن جلالة الملك كان قد دعا المجتمع الدولي إلى النظر إلى إفريقيا نظرة جديدة، وتجاوز الصيغ التقليدية، وتفعيل مقاربات جديدة للشراكة.
وأبرز أن هذه الندوة تشكل مناسبة لإبراز علاقات التعاون والتبادل النموذجية القائمة بين المغرب والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن هذه العلاقات توجت مؤخرا بالتوقيع في المغرب، وتحت رئاسة جلالة الملك وبحضور عمدة لندن، على ثلاث اتفاقيات شراكة بين مجموعة بورصة لندن وبورصة الدارالبيضاء.
وأضاف أن هذه الشراكة تتوج وتعزز تعاونا سابقا تم إطلاقه سنة 2012 بين (الدارالبيضاء - فينانس سيتي) والحي المالي لمدينة لندن، مشيرا إلى أن الدينامية التي يشهدها على الخصوص القطاع المالي بالبلدين، تشكل اعترافا بدرجة النضج التي بلغها القطاع المالي المغربي المدعو إلى الاضطلاع بدوره الكامل في تمويل الاستراتيجيات القطاعية التي أطلقها المغرب، وخاصة في قطاعات الطاقة والصناعة واللوجستيك والخدمات ذات القيمة المضافة العالية.
وحسب الوزير، فإن المغرب يوفر، في هذه القطاعات، امتيازات تنافسية حقيقية، ويتموقع باعتباره أرضية إقليمية في خدمة تنمية القارة الأفريقية، مستعرضا الخطوط التوجيهية لرؤية المغرب لتطوير قطاع مالي حديث ومتنوع ومندمج، ومن ثم ترسيخ مكانته كقطب اقتصادي ومالي إقليمي.
وذكر الوزير بسلسلة الإصلاحات التي اتخذها المغرب انطلاقا من ثلاث ركائز تتمحور حول تعزيز الاستقرار المالي، وتعميق دور الأسواق المالية، وتعزيز الإدماج المالي.
وقال إن إصلاحات القطاع المالي التي اتخذها المغرب تلتقي مع تعزيز تموقع القطب المالي للدار البيضاء باعتباره حافزا مندمجا للتمويل الذي يهم أيضا رؤية جديدة تروم تعزيز التعاون جنوب-جنوب وتعزيز الاندماج والإقلاع المشترك على صعيد القارة الإفريقية.
واعتبر بوسعيد أن جعل المغرب محورا لإفريقيا صار اليوم حقيقة ممكنة بفضل الإصلاحات والمبادرات العديدة التي أطلقتها المملكة وبصفة خاصة بفضل علاقات التعاون القوية والروابط المكثفة والجادة التي ربطها المغرب في المجالات المالية مع مجموعة من البلدان الصديقة، وعلى رأسها المملكة المتحدة.
وعرفت هذه الندوة حضور سفيرة المغرب ببريطانيا لالة جمالة العلوي، بمشاركة ممثلين عن أزيد من 300 شركة، إضافة إلى عدد من الشخصيات البريطانية بينها أعضاء في الحكومة ونواب برلمانيون.
ويضم الوفد المغربي المشارك في هذه الندوة إضافة إلى بوسعيد، مامون بوهدود الوزير المنتدب المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، وأمينة بنخضرا المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ومصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط والذي يتولى الرئاسة المشتركة لمجلس الأعمال المغربي-البريطاني، وسعيد الابراهيمي المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، و كريم حجي المدير العام لبورصة الدارالبيضاء، وسعيد مولين المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.