كان رد فعل المغرب، من خلال الحكومة والحضور الوازن لوزراء في الندوة التوضيحية، بحجم الجريمة التي ارتكبها الجيش الجزائري في حق مواطنين مغاربة، وهي جريمة بمثابة إعلان حرب على بلد ينتصر كل يوم في المحافل الدولية على مناورات البلد النفطي. وظل المغرب متماسكا وعبر عن قدرة كبيرة على التفاعل مع الحدث، دون الوقوع في مطبّات ردود الأفعال الظرفية، التي تكون نتائجها كارثية، لأن المغرب دولة تمتاز باحترام القانون الدولي، بما فيها عدم التعدي على الجار، فاختراق رصاصة للحدود المغربية هو خرق للقانون الدولي.
وقد أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عن استدعاء سفير الجزائر بالرباط لإبلاغه إدانة المملكة المغربية واستفساره بشأن حادث إطلاق عنصر من الجيش الجزائري ثلاث عيارات، السبت، على عشرة مدنيين مغاربة على مستوى الحدود المغربية الجزائرية.
وتبين أن السفير قام بمراوغة غير مقبولة في الأعراف الدبلوماسية، حيث ادعى أنه لا علم له بالموضوع، وإذا كان السفير يجهل ذلك فمن سيعرف؟
وقال مزوار، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الداخلية، محمد حصاد، ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، "لقد قمنا باستدعاء سفير الجزائر بالمغرب لإبلاغه احتجاجنا واستياءنا واستفساره حول هذا السلوك المؤسف الذي استهدف مغاربة مدنيين".
وأضاف أن الأمر يتعلق "بتصرف يمس بالمبادئ الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان وحسن الجوار واحترام عدد من السلوكات المسموح بها والمقبولة من طرف بلدينا للحفاظ على الظروف الايجابية دائما، بالرغم من مختلف التوترات".
وأكد مزوار أنه "عقب هذا التصعيد غير المسبوق، قررت الحكومة الرد بحزم على هذا الحادث، الذي يتنافى كليا مع قواعد القانون الدولي وحسن الجوار التي يسهر المغرب على احترامها".
وبدوره، وصف وزير الداخلية، إطلاق النار، الذي أصاب مدنيا مغربيا بجروح بليغة على مستوى الوجه، بأنه "سلوك متهور"، مشددا على ضرورة تأمين الحدود.
وقال "علينا العمل سويا لتأمين الحدود"، مذكرا بحجز أزيد من 30 ألف من الأقراص المهلوسة القادمة من الجزائر الأسبوع الماضي.
وشدد على ضرورة توضيح ملابسات هذا الحادث ومحاكمة المسؤول عنه، داعيا السلطات الجزائرية لتحمل مسؤوليتها الكاملة.
وحذر وزير الداخلية من انعكاسات مثل هذه الحوادث، قائلا "عندما نشرع في إطلاق النار على الساكنة وعلى حرس الحدود، يمكن أن يفضي بنا الأمر إلى أوضاع لا يمكننا السيطرة عليها ".
إن سلوكا من هذا النوع يمكن أن يؤدي إلى الكوارث لولا تعقل المغرب دولة وشعبا، ومعروف عنه أنه يرد بالشكل المناسب في الوقت المناسب.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة المغربية قررت إثارة انتباه الرأي العام المغربي والجزائري والدولي حول مخاطر مثل هذه التصرفات.