اتهمت السلطات الجزائرية الأحد الحكومة المغربية ب"فبركة" حادثة إطلاق النار على الحدود بين البلدين، مقللة من أهمية الحادث، وذلك في تصريح لعبد العزيز بن علي شريف الناطق باسم الخارجية الجزائرية لموقع "كل شيء عن الجزائر" الإخباري الخاص والناطق باللغة الفرنسية. وقال بن علي شريف إن "مواطنين مغاربة قاموا بإلقاء حجارة باتجاه قوات حرس الحدود الجزائريين والذين ردوا بطلقتين ناريتين في الهواء دون استهدافهم ولم يكن هناك أي مصاب"، متابعا بالقول "هذا النوع من الحوادث شائع وهذه قضية مفبركة من طرف المغرب". وعلى النقيض من ذلك أوردت فضائية "النهار" الخاصة أن "حرس الحدود الجزائري أطلق عيارات نارية على مجموعة مهربين اخترقوا الحدود الجزائرية مع المغرب ودخلوا أراضي البلاد"، مشيرة إلى إلى أن" المهربين المغاربة حاولوا استحداث منفذ بري داخل عمق التراب الوطني لتمرير المخدرات". وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عن قد أعلن استدعاء سفير الجزائربالرباط لإبلاغه إدانة المملكة المغربية واستفساره بشأن حادث إطلاق عنصر من الجيش الجزائر ثلاث عيارات، أمس السبت، على عشرة مدنيين مغاربة على مستوى الحدود المغربية الجزائرية. وأكد مزوار أنه عقب هذا التصعيد غير المسبوق، قررت الحكومة الرد بحزم على هذا الحادث، الذي يتنافى كليا مع قواعد القانون الدولي وحسن الجوار التي يسهر المغرب على احترامها. وبدوره، وصف وزير الداخلية، إطلاق النار، الذي أصاب مدنيا مغربيا بجروح بليغة على مستوى الوجه، بأنه "سلوك متهور"، مشددا على ضرورة تأمين الحدود، مردفا بالقول "علينا العمل سويا لتأمين الحدود"، مذكرا بحجز زيد من 30 ألف من الاقراص المهلوسة القادمة من الجزائر الاسبوع الماضي. واعتبر أن "هذا السلوك غير مفهوم على الإطلاق"،مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بشخص يقطن في دوار قريب من الشريط الحدودي، في الوقت الذي يحظى فيه الأشخاص القاطنون بالمناطق الحدودية في كافة بلدان العالم بمعاملة خاصة، مذكرا بأنه "ليست المرة الاولى التي يقع فيها حادث مماثل (..) ففي 17 فبراير 2014، حدث إطلاق نار لم يستهدف الساكنة في المناطق الحدودية بل استهدف مراكز حرس الحدود المغربية". هذا وأعرب المغرب، في بلاغ للحكومة تلاه الخلفي خلال هذه الندوة الصحافية، عن "استيائه وقلقه الكبيرين"، إثر حادث إطلاق النار، موضحا أنه "في الساعة الثانية عشرة من زوال اليوم، أطلق عنصر من الجيش الجزائري 3 عيارات على عشرة مدنيين مغاربة على مستوى الشريط الحدودي لدوار أولاد صالح، التابع للجماعة القروية بني خالد الواقعة على بعد 30 كلم شمال شرق مدينة وجدة". وأصيب خلال هذا الحادث، حسب البلاغ، المواطن المغربي الصالحي رزق الله، 28 سنة، متزوج وأب لطفل واحد، بجروح بليغة على مستوى الوجه. وتم نقله إلى مستشفى الفارابي بوجدة، حيث اعتبر الطاقم الطبي حالته الصحية بالجد حرجة. وأضاف البلاغ أن الحكومة المغربية "تندد بقوة بهذا المس المباشر وغير المقبول لحياة المواطنين المدنيين المغاربة من طرف الجيش الجزائري، وتشجب هذا التصرف غير المسؤول والذي ينضاف إلى الأفعال المستفزة الأخرى التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة على مستوى الشريط الحدودي". وذكر المصدر ذاته أن المملكة المغربية "تدين هذا التصرف غير المبرر والذي ينتهك أبسط قواعد حسن الجوار ويتناقض والأواصر التاريخية وروابط الدم التي تجمع الشعبين الشقيقين"، كما تطلب من الحكومة الجزائرية تحمل مسؤولياتها طبقا لقواعد القانون الدولي وموافاة السلطات المغربية بملابسات هذا الحادث.