أفادت عدة مصادر بأن المئات من عناصر الشرطة الجزائرية تظاهروا، اليوم الاثنين، بغرداية (600 كلم جنوبالجزائر العاصمة) تضامنا مع زملائهم المنتشرين في بلدة بريان المجاورة التي ازدادت بها حدة العنف خلال نهاية الأسبوع.
وسارع التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (حزب معارض) إلى إبداء موقف من هذه الحركة الاحتجاجية، معربا عن أسفه "للتدهور الكبير للوضع الأمني في هذه الولاية".
واعتبر التجمع كل رفض بتأمين الحماية للممتلكات والأشخاص "خرقا سافرا للدستور وترددا في تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر".
وأكدت مصادر متطابقة أن رجال شرطة نظموا مسيرة نحو مديرية أمن ولاية غرداية حيث اعتصموا، كما أظهرت ذلك صور بثت على الأنترنيت، تضامنا مع زملائهم في بريان "الذين انسحبوا من الفضاءات العمومية ورفضوا ضمان أمن الممتلكات والأشخاص".
وذكرت صحيفة (الوطن) في نسختها الإلكترونية أن "1500 شرطي" شرعوا في اعتصام ، صباح اليوم ، "في حركة احتجاجية ستستمر حتى رحيل عبد الغني هامل" المدير العام للأمن الوطني.
وحذر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في بيان "السلطات العمومية من العواقب غير المتوقعة لهذا الانزلاق"، واصفا "هذا السلوك في حال تأكيده، بالخطر الكبير".
وحسب البيان، فإن "البعض يرى في هذا السلوك بمثابة عصيان فيما يرى آخرون أنه متأت من تعليمات فوقية"، مسجلا أن "الرأي العام المحلي يتساءل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الاعتصام".
وكان عدد من الأشخاص أصيبوا بجروح ، أمس الأحد ، في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين بمدينة بريان التي تقع على بعد 45 كلم شمال مدينة غرداية التي تشهد بين الفينة والأخرى مناوشات ذات طابع طائفي خلفت في السابق عددا من القتلى.
وتسبب في أعمال العنف الجديدة توقيف الشرطة لشباب بتهمة القيام بأعمال حرق يومي السبت والأحد، عمد على إثرها ملثمون إلى رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة قبل أن يتدهور الوضع، مما أحدث اضطرابا وانقطاع حركة المرور عبر الطريق الوطني الذي يمر وسط مدينة بريان، مما أوقع نحو عشرة جرحى لا سيما في أوساط رجال الشرطة.
وتتكرر بولاية غرداية التي عرفت هدوءا حذرا منذ بداية صيف 2014، اشتباكات ذات دوافع طائفية بين ميزابيين (أمازيغ إيباضيون) وعرب الشعامبة (مالكيون).
وخلفت المواجهات بين الطرفين منذ مطلع السنة الجارية ما لا يقل عن 15 قتيلا وعشرات الجرحى، فضلا عن خسائر في ممتلكات عمومية وخاصة