كانت مجرد وخزة إبرة بسيطة كافية لتخرج زكريا المومني، البوكسور المغربي السابق، عن طوره ليرتمي في أحضان جبهة البوليساريو، ويعبر عن خيانته لوطنه ويسقط في بئر العملاء، إذ لم يعد يظهر منه شيئا حتى شعره ابتل بقاذورات بيع نفسه للشيطان.
فبعد بضعة مقالات صدرت بالصحافة الفرنسية، وحصوصا جون أفريك ولونوفيل أوبسرفاتور، عن علاقة زكريا المومني بالأمير هشام، حيث فضحت هاته المقالات المؤامرة التي تم تدبيرها بليل في أحد بارات باريس، التي مضمونها أن يقوم المومني برفع دعوى قضائية ضد مسؤول مغربي في عدد من المحاكم الدولية كي يتم اعتقاله في أي فرصة يدخل فيها لأي بلد من البلدان.
وفي الواقع إن ما قام به زكريا المومني أخيرا من التعبير عن تأييده لجبهة البوليساريو، ليس وليد اللحظة، لكن المقالات المذكورة قد أخرجت ما كان ثاويا بين جوانح هذا المرتزق، فلطالما أكدنا على أن زكريا المومني ارتمى في أحضان أعداء المغرب وكل من له أجندة الإساءة لهذا البلد المحسود على استقراره، بدءا من الأمير مولاي هشام، صاحب ثورة الكمون، مرورا بالبوليساريو والمخابرات الجزائرية وربما تكشف الأيام عن ارتباطات أخرى.
زكريا المومني وبدون حياء وضع علامة "جيم" على صفحة الرياضي الانفصالي أمايدان صلاح الدين بالفايسبوك، والشيء نفسه قام به على الصفحة الحائطية الخاصة بالانفصاليين "جمعية اللاجئين الصحراويين بفرنسا" وكذلك صفحة "كل الصحراويين والصحراويات بفرنسا".
ما أقدم عليه زكريا المومني لا يمكن وصفه إلا بكونه خيانة في حق الوطن، الذي منح زكريا المومني صفة الوجود، ومنحه فرصة التباري حتى الوصول إلى بطولة العالم، التي جعلت منه شخصا ذا قيمة، قبل أن يسقطها في مستنقع الدعارة السياسية.
وبهذا الفعل يكون زكريا المومني قد ارتقى من موقع الابتزاز والارتزاق إلى موقع الخيانة العظمى، فمساندة البوليساريو، هو دعم للقتلة والمجرمين واستهانة بأرواح الشهداء، الذين ضحوا من أجل الوطن بالغالي والنفيس، واستخفاف بعائلات الشهداء وذويهم وأبنائهم، واحتقار للأرامل والتكالى، الذين فقدوا أعزاءهم دفاعا عن الوطن وترابه.
ليست هناك رتبة فوق خيانة الوطن أو الخيانة العظمى وإلا كان البوكسور المغربي السابق أحق الناس بها، حيث لا يمكن لمغربي حر، حتى لو عارض النظام والدولة، ان يساند البوليساريو، مجموعة القتلة الذين يحترفون الذبح والقتل، ويتقاضون ثمنا عن ذلك، فلا يمكن لمغربي حر أن يضع علامة "جيم" على اي منشور لعصابة كديم إزيك التي قتلت مغاربة بدم بارد.
المغاربة قديما قالوا "تبع الكذاب حتى لباب الدار"، وها هو زكريا المومني، الذي زعم أنه تعرض للاختطاف والتعذيب من قبل المخابرات المغربية طلع كذابا آشرا، يعمل لصالح البوليساريو، اي أظهر انه لم يكن صادقا مبدئيا وإنما رجل مرتزق أراد ابتزاز الدولة من أجل مزيد من العطايا.