أكد المدير العام لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية بدكار، باباكار ديالو، أن النزاع الدائر حول الصحراء المغربية "لا يمثل قضية لتصفية الاستعمار، وإنما هو عدوان من قبل دولة جارة لها أهداف للهيمنة"، مشيرا في هذا الصدد إلى الجزائر.
وقال ديالو، أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، إن "جوهر المشكل لا يتعلق بتصفية الاستعمار، وإنما هو شكل من أشكال العدوان الذي تمارسه دولة جارة لها مخططات للهيمنة بالمنطقة، وتستضيف على أراضيها جماعة انفصالية ضد المغرب".
وأضاف أنه "لا يمكن لأي إنسان عاقل وحكيم أن يتجاهل مسؤولية الجزائر في هذا النزاع المفتعل"، مشيرا إلى أن قضية الصحراء المغربية "هي بالتالي ليست قضية تصفية للاستعمار، ولكنها ترتبط بمبدأ عدم التدخل، الذي لا ينبغي بموجبه لأي دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى".
وبالنسبة لديالو، فإن الجزائر التي "هي بصدد اللعب بالنار"، مدعوة إلى تحمل مسؤولياتها، لا سيما أمام الأخطار التي تهدد المنطقة.
وقال إن الحقائق اليوم واضحة، وأن تفعيل التعاون بين بلدان اتحاد المغرب العربي وتحقيق الأمن بمنطقة الساحل والصحراء رهين باعتماد مقاربة تروم تحقيق الاستقرار المستدام في هذه المنطقة".
ولاحظ الخبير السينغالي، الذي كان يتحدث أمام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة والعديد من الخبراء، أن نزاع الصحراء المغربية، الذي تم افتعاله ويتم استغلاله من قبل دولة جارة (في إشارة الى الجزائر)، التي ترعى الجماعة الانفصالية للبوليساريو، يمثل عاملا لزعزعة استقرار المنطقة برمتها، كما يشكل تهديدا مستمرا للسلام والأمن في المغرب العربي، وبكل دول الساحل، وكذا إفريقيا برمتها".
وتابع أن تقارير متطابقة تشير إلى أن البوليساريو، التي ترعاها الجزائر، "لا تشارك فقط في مافيات التهريب، وإنما يتواطؤ بعض أعضائها أيضا مع الجماعات الإرهابية، خصوصا القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وبالنسبة لهذا الخبير، فإنه ينبغي أن نقي، وعلى الفور، الصحراء المغربية شر الأعمال الخطيرة التي تقوم بها البوليساريو بشكل متطور وبمساعدة دولة ليست لها طموحات سوى الاختباء وراء الوجود الوهمي للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لتوسيع استراتيجيتها للهمينة، ومعاكسة جهود المغرب لبناء السلام والأمن المستدام في هذا الجزء من العالم ".
وحذر ديالو في الختام من أن "تنتقل عناصر البوليساريو، التي ليس لها ما تخسره، إلى صفوف منظمة إرهابية دولية كبرى".