تعرض مجموعة من الحرفيين المغاربة، ليلة الثلاثاء الاربعاء 23/24 شتنبر الجاري، للإهانة والتعنيف من طرف حرس الحدود الجزائري، الذين سلبوهم كل الاموال التي كانت بحوزتهم.. وحسب تصريحات هؤلاء الشباب المغاربة، التي اوردها موقع وجدة سيتي موثقة في شريط فيديو، فإن السلطات الجزائرية القت القبض عليهم وهم على مقربة من الشريط الحدودي زوج ابغال، حيث عمد حرس الحدود الجزائري العسكر حوالي منتصف ليلة الثلاثاء الاربعاء 23/24 شتنبرالجاري، إلى توقيف 16 شابا مغربيا تتراوح اعمارهم ما بين 18 و36 سنة خلال عبورهم للشريط الحدودي في اتجاه المغرب عائدين من الجزائر..
وتعرض هؤلاء المغاربة، المنحدرين من فاس ، تازة ، الناظور ، ووجدة، الى التعنيف من طرف عناصر من الجيش الجزائري الذين قاموا بسلب كل الاموال التي كانت بحوزتهم ، والتي هي حصيلة سنة من العمل والكد وعرق الجبين بمختلف اوراش البناء في مختلف المدن الجزائرية، وذلك حسب ما جاء في ذات الشريط..
وقدرت المبالغ المسلوبة من هؤلاء الحرفيين المغاربة، حسب ما جاء في تصريحاتهم، بحوالي 10 ملايين سنتيم ( ما يعادل 100 مليون دينار جزائري) وصرح هؤلاء الشباب، انهم تعرضوا الى كل انواع الاهانة من ضرب وسب ومس بكرامتهم من طرف عناصر الجيش الجزائري..
السلوك اللانساني الذي عومل به هؤلاء المغاربة من طرف العسكر الجزائري يتنافى مع كل القيم والأعراف الاخلاقية والدينية ، والتي تضرب في العمق حقوق الانسان ، ومباديء حسن الجوار ، وشعارات الأخوة ، والتاريخ المشترك …
وبعدما عمد حرس الحدود الجزائري، تضيف ذات المصادر، إلى سلب هؤلاء الشباب كل ما يملكون قاموا بإبعادهم من الجزائر صوب التراب المغربي وهم في حالة نفسية يرثى لها، حيث استقبلتهم السلطات المحلية وعلى رأسها والي الجهة االشرقية عامل عمالة وجدة انكاد والعديد من المسؤولين، بمقر جمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية..
وتم ايواء هؤلاء الشباب، تضيف ذات المصادر، بأحد الفنادق بوجدة وقدمت لهم بعد ذلك مساعدات مادية من طرف السلطات المحلية قصد مواساتهم والالتحاق بأسرهم..
مأساة هؤلاء الحرفيين تذكرنا بالمأساة الكارثية التي تم خلالها سلب 70 الف مغربي كانوا مقيمين بالجزائر ممتلكاتهم سنة 1976 وترحيلهم آنذاك، ليلة عيد الاضحى، الى المغرب في ظروف لا انسانية يتذكرها الجميع، وهي مآسي تكررها السلطات الجزائرية كلما سنحت لها الفرصة خلال مناسبات دينية يفترض ان تأخذ فيها الدولة الجارة بعين الاعتبار قدسية هذه المناسبات لا ان تقوم بإعادة فتح الجراح في استهتار بكل قيم الدين والأخوة والتاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين ..
وللتذكير فقط فإن تقريرا للأمم المتحدة افاد ان المواطنين الجزائريين يفضلون بالأساس التوجه والاستقرار بالمغرب بسبب الاستقرار الامني والاقتصادي الذي تعرفه المملكة، حيث افاد ذات التقرير ان حوالي 20 الف جزائري اختاروا الاستقرار بالمغرب خلال السنة المنصرمة، حيث يعيشون بكل حرية وكرامة واحترام، وهي امور تنتفي في الجارة الشرقية التي اختارت التنكيل وإهانة المغاربة في العديد من المناسبات، وهو ما يتضح من خلال ما تعرض له هؤلاء الشباب المغاربة طوال ليلة من الرعب في "ضيافة" الجيش الجزائري بالشريط الحدودي الشرقي..