أكد الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، محمد عبو أن الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الغابون في مارس الماضي، أعطت نفسا جديدا للشراكة الاقتصادية المغربية الغابونية.
وأوضح عبو في كلمة خلال افتتاح تظاهرة مغربية غابونية للأعمال في قطاعات الكهرباء والإلكترونيك والطاقة المتجددة، اليوم الأربعاء أن عدة مجموعات قابضة مغربية في قطاعات متنوعة متواجدة الآن في الغابون، مضيفا أن حجم الاستثمارات المباشرة الأجنبية المغربية في الغابون بلغ خلال الفترة 2008-2013 نحو 195 مليون دولار، أي ما يعادل 12 بالمائة من الاستثمارات المغربية في إفريقيا.
ورغم ذلك، يضيف عبو، ضل حجم المبادلات التجارية بين البلدين ثابتا تقريبا خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ ما يناهز 66 مليون دولار سنة 2013، وشمل مجموعة من المنتجات المحدودة، من بينها المنتجات الغذائية والخشب والخيوط والكابلات الكهربائية.
وأشار إلى أن الالتزام القوي لقائدي البلدين بجعل الشراكة المغربية الغابونية نموذجا للتعاون جنوب-جنوب، يحتم "علينا بذل مزيد من الجهود لتعزيز مبادلاتنا التجارية وعلاقات شراكتنا التي تبقى دون طموحاتنا".
وشدد في هذا الصدد، على أنه يتعين دعم المنحى الإيجابي للاستثمار الأجنبي المغربي في الغابون، والذي يفتح الباب أمام المزيد من المشاريع المشتركة، من خلال إجراءات ملموسة للشراكة سواء من خلال القطاع العام أو القطاع الخاص، مشيرا إلى أن تعزيز المكاسب يتطلب وجود إطار قانوني تجاري جديد يتلاءم مع الأوضاع الاقتصادية للبلدين.
وحث الشركاء الغابونيين على إبرام جيل جديد من الاتفاقيات تهم التعاون التجاري والاقتصادي على أساس رؤية طويلة الأمد واستمرارية تبادل التعريفات بين البلدين.
وسجل الوزير أنه لتحقيق هذه الغاية، وبعد عدة منتديات للأعمال متعددة القطاعات نظمها البلدان "انتقلنا اليوم إلى منحى ثابت في اتصالات الأعمال، بما أننا نعمل على استكشاف مشاريع الشراكة في القطاعات المستهدفة ذات القيمة المضافة العالية، وهي الكهرباء والطاقة المتجددة ".
وأشار إلى أن تأمين إمدادات الطاقة الكهربائية، يضل ضرورة ملحة للدخول في مرحلة جديدة من النمو والتنمية الاقتصادية والازدهار المشترك والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
من جهة أخرى، أشار الوزير أيضا إلى أن تنظيم هذا اللقاء، في إطار قافلة " أكسيون ليميير" يأتي في سياق تنفيذ توجيهات جلالة الملك الهادفة إلى تنفيذ مشاريع شراكة مغربية غابونية ملموسة وملائمة لحاجيات الساكنة.
وفي سياق متصل أشار عبو إلى أن مسار التنمية في إفريقيا بفضل الإمكانات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها، "لا يمكن أن يمضي قدما ويتعزز أكثر إلا من خلال تنويع الاقتصادات الإفريقية وانتقالها نحو أنشطة ذات قيمة عالية ومضمون تكنولوجي قوي".
وأضاف أنه لا يمكن تحقيق ذلك، إلا عبر "تعزيز التعاون جنوب جنوب للتمكن من تأهيل الاقتصادات الإفريقية، وخلق اقتصادات حديثة تسهم في تحسين تموقع إفريقيا على المستوى العالمي".
وفي هذا السياق، حث عبو المنعشين الاقتصاديين المغاربة والغابونيين على اغتنام الفرص التي يتيحها هذا اللقاء، بهدف إنجاز مشاريع ملموسة للشراكة من شأنها أن تشكل نماذج للتبادل والتعاون جنوب جنوب في قطاعات الطاقة ذات القيمة المضافة العالية.
وترأس حفل افتتاح هذه التظاهرة رئيس الحكومة الغابونية، دانيال أونا أوند، بحضور على الخصوص عدد من أعضاء الحكومة الغابونية وبرلمانيين مغاربة وغابونيين وسفير المغرب في ليبروفيل ورجال وسيدات أعمال من كلا البلدين.
وتروم هذه التظاهرة، التي نظمت على شكل قافلة أطلق عليها اسم " "أكسيون ليميير" تمكين المقاولات المتخصصة من الاستفادة من فرص الأعمال بالغابون ، وتبادل الخبرات بشأن الحلول المبتكرة المتعلقة بالتدبير الجيد والناجع والمستدام للموارد الطاقية.
ويشمل برنامج هذه القافلة، التي حطت الرحال في ليبروفيل قادمة من واغادوغو، قبل أن تتوجه إلى برازافيل يوم الجمعة القادم بمشاركة ممثلين عن أكثر من 85 شركة متخصصة، عقد جلسات لإطلاع شركات الإنتاج الغابونية في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، على مختلف أوجه الخبرة المغربية، وعقد لقاءات ثنائية ذات طابع قطاعي، علاوة على القيام بزيارات ميدانية.