أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن قرار الإتحاد الإفريقي تعيين "مبعوث خاص" مزعوم للصحراء يشكل " استفزازا خطيرا " للمغرب. ففي مقال بعنوان" قرار مثير للسخرية " نشرته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز"، أمس الثلاثاء، أوضح الأكاديمي الأرجنتيني ،المتخصص في العلوم السياسية ، أن القرار" اللا مشروع " الصادر عن الاتحاد الإفريقي يشكل أيضا " مسا " بسيادة المغرب و" تدخلا " في صلاحيات منظمة الأممالمتحدة ، الهيأة الوحيدة المؤهلة لإيجاد حل للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وأضاف أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون إف . كينيدي ببوينوس أيرس، أن المغرب يعتبر نفسه غير معني بتاتا بهذا القرار المتخذ " من جانب واحد" من قبل منظمة قبلت أن تنضم إليها ، بإيعاز من الجزائر، "الجمهورية الصحراوية " المزعومة التي تعتبر كيانا وهميا يفتقد إلى كل مقومات السيادة كما هي محددة في القانون الدولي . وأكد الأكاديمي الأرجنتيني ، الذي سبق أن صدر له مؤلف تحت عنوان " جيوسياسة الصحراء والساحل"، أنه ليس من حق الاتحاد الإفريقي التدخل في ملف الصحراء المعروض على الأممالمتحدة منذ مدة طويلة، متسائلا عن كيفية تجرؤ الاتحاد الإفريقي على الادعاء محاولة تسوية قضية لا تدخل في اختصاصه سيما وأنه لم يتمكن منذ تأسيسه من حل ولو مشكل واحد من مشاكل القارة.
وأوضح أن الاتحاد الإفريقي " مني بفشل ذريع " في وضع حد للحروب والانقلابات العسكرية والمجاعات الدورية والهجرة وتهريب المخدرات وغيرها من الآفات التي تشهدها القارة الإفريقية.
وحذر الأكاديمي الأرجنتيني من أن قرار الاتحاد الإفريقي ، المتخذ بتحريض من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا ، والقاضي بتعيين " مبعوث خاص " مزعوم في شخص الرئيس الموزمبيقي السابق ، جواكيم شيسانو ، المعروف بانحيازه لإطروحات الانفصاليين ، لن يؤدي إلا إلى إشعال فتيل التوتر مجددا في المنطقة .
وبعد أن أكد تشبث المغرب بوحدته الترابية ، أبرز أغوزينو أن المملكة المغربية تظل منفتحة على أي حل لهذا النزاع الإقليمي يستند إلى مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته وتطالب بوضع آلية تتيح لمواطنيها المحتجزين في مخيمات تندوف ، بالجزائر، العودة إلى وطنهم المغرب.
ولاحظ الأكاديمي الأرجنتيني أن رسالة المغرب تم استيعابها من قبل العديد من البلدان، من بينها روسياوالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا، والتي رفضت حكوماتها استقبال " المبعوث الخاص" المزعوم .
ومن جهة أخري، تطرق الأكاديمي الأرجنتيني إلى الماضي "المشبوه " للرئيس الموزمبيقي السابق " ناعتا إياه ب" الشخصية المتناقضة " اعتبارا لعلاقاته المفترضة بشبكات تهريب المخدرات.
وأضاف الأستاذ أغوزينو أن شيسانو ، الذي تولى رئاسة الموزمبيق في سنة 1986 ، بعد وفاة سلفه ، سامورا ماشيل في حادث طائرة غامض ،غادر السلطة بعد 19 سنة من الحكم مخلفا وراءه شكوكا بتورطه في قضايا فساد وبوجود علاقات له مع شبكات تهريب المخدرات.
وأشار في هذا السياق إلى أنه تم الكشف في يونيو 2010 ، بفضل معلومات أوردها جوليان أسانج على موقع ويكيليكس، ونقلتها صحيفة "لوموند"، عن أن القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة بمابوتو ، تود شابمان ، كان قد وجه برقية إلى واشنطن يؤكد فيها أن الرئيس الموزمبيقي الحالي، أرماندو غيبوزا، وسلفه جواكيم شيسانو كانا متورطين في حماية شبكات تهريب المخدرات في الموزمبيق .
وبحسب برقية السفارة الأمريكية فإن محمد بشير سليمان وغلام رسول موتي ، وهما رئيسا منظمتين إجراميتين من أصل أسيوي، كانا يراقبان تهريب المخدرات في البلاد مستفيدين من الحماية التي يوفرها لهما شيسانو وكانا في المقابل يمولان الحملات الانتخابية لهذا الأخير، ويمنحان الأموال لحزبه (جبهة تحرير الموزمبيق) ، ويدفعان الرشاوى لكبار الموظفين حتى يغضوا الطرف عن أنشطتهما الإجرامية.