أكد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، استعداد المغرب لتقاسم تجربته مع لبنان في المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وأمن الحدود والتدريب. وقال لوديي، في كلمة ألقاها، امس الثلاثاء بروما، أمام المؤتمر الوزاري الدولي لدعم الجيش اللبناني، إنه "انطلاقا من الالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس القاضي بوجوب التعاون الدولي المتعدد الأطراف من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وصيانة الوحدة الترابية والوطنية للشعوب، فإن المغرب، الذي تربطه مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة أواصر أخوة عريقة ومتينة، يؤكد استعداده على تقاسم تجربته معها في المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وأمن الحدود والتدريب، حتى يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز التحديات التي تفرضها هذه المرحلة الدقيقة ، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الأمن والاستقرار".
وأعرب الوزير كذلك عن استعداد المغرب لبحث سبل إرساء هذا التعاون مع لبنان من اجل دعم قدرات الجيش اللبناني الذي يعتبر الضامن الأساس لاستقرار لبنان ووحدته والسبيل لتجنيب البلاد الفتنة والانفلات الأمني ومنع تحويله إلى مرتع للإرهابيين والمتطرفين.
وبعد أن أبرز أن هذا المؤتمر الوزاري ينعقد في ظل ظرفية إقليمية دقيقة، كما أنه يشكل حلقة أساسية في مسار تأمين الاستقرار في لبنان وعنصرا مهما لنشر السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أكد لوديي دعم المغرب للجهود المبذولة من طرف الجيش اللبناني لضمان الاستقرار الداخلي وتعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب.
وأشاد الوزير بالدور النبيل لهذا الجيش في عمليات الإغاثة وفي تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين، معربا عن دعم المغرب للجهود التي بذلت من أجل التعامل السليم والحكيم مع الآثار المترتبة عن الأزمة السورية خصوصا موضوع اللاجئين السوريين.
وأضاف أن المغرب يشيد، في هذا الصدد، بحرارة، بالمبادرة الحكيمة والمساعدة الكريمة التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية لتمكينها من القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقها.
كما تدعم المملكة المغربية، يضيف لوديي، الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية التي أوصت بضرورة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه.
وبعد أن رحب بالمبادرات التي قامت بها مجموعة الدعم الدولية للبنان، وأشاد بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها قوات اليونيفيل في جنوبلبنان، أعرب السيد لوديي عن تعاطف المغرب وتضامنه مع لبنان في مواجهة كل التهديدات الأمنية والإرهابية التي تحاول زعزعة استقرار وأمن لبنان مجددا موقفه الرافض للعنف والإرهاب بمختلف أشكاله.
ولدى تطرقه للأزمة السورية، قال لوديي إن المغرب أولى أهمية بالغة للبعد الإنساني، مذكرا بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إنشاء مستشفى ميداني على الحدود الأردنية السورية.
وقد قدم هذا المستشفى منذ إنشائه في شهر غشت 2012 إلى الآن ما يزيد عن 500 ألف خدمة استشفائية موجهة أساسا إلى الأطفال (200 ألف) والنساء (170 ألف).
وأشار الوزير إلى أنه أمام تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد اللاجئين الفارين من جحيم العنف فقد حرص المغرب على استقبال الآلاف من السوريين على أراضيه تضامنا معهم في محنتهم.
ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا المؤتمر، علاوة على عبد اللطيف لوديي، سفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب ورئيس ديوان السيد لوديي والملحق العسكري بسفارة المغرب بروما.
ويشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن أربعين دولة بعدما توسعت دائرة أصدقاء لبنان بطلب من وزير شؤون خارجية هذا البلد، جبران باسيل، لتشمل دولا جديدة بها جاليات لبنانية مهمة، من بينها البرازيل والأرجنتين.
ويشارك في الاجتماع أيضا نائب كاتب الدولة الأمريكي سابقا جيفري فيلتمان بصفته ممثلا للأمم المتحدة، وديريك بلامبي، بصفته ممثلا للأمين العام للأمن المتحدةبلبنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزيري الدفاع والخارجية الإيطاليين، على التوالي، ربوبرتا بينوتي، فيديرتسي موغريني، إضافة إلى سفير إيطاليابلبنان.
ويتقاسم الطرفان الإيطالي واللبناني القناعة بأن هذا المؤتمر "سياسي بامتياز" وبدرجة أكبر مقارنة مع المؤتمرات السابقة حيث سيتركز النقاش أساسا على السياق السياسي الوطني والإقليمي الذي يواجهه لبنان.
ويشارك وفد لبناني مهم في هذا المؤتمر، بقيادة وزير الدفاع سمير مقبل، ويضم وزير الشؤون الخارجية، جبران باسيل، والجنرال مروان حيتي، والعقيد أشرف كبارة، وسفير لبنانبإيطاليا، شربل وهبي.