يشارك المغرب ممثلا بعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، اليوم الثلاثاء بروما، في المؤتمر الوزاري لدعم الجيش اللبناني، والثالث منذ القرار الذي اتخذته لجنة الاتصال الدولية التي أسست بنيويورك، تحت مظلة الأممالمتحدة من أجل مساعدة لبنان. ويشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن أربعين دولة بعدما توسعت دائرة أصدقاء لبنان بطلب من وزير شؤون خارجية هذا البلد، جبران باسيل، لتشمل دولا جديدة بها جاليات لبنانية مهمة، من بينها البرازيل والأرجنتين.
ويشارك في الاجتماع أيضا نائب كاتب الدولة الأمريكي سابقا جيفري فيلتمان بصفته ممثلا للأمم المتحدة، وديريك بلامبي، بصفته ممثلا للأمين العام للأمن المتحدةبلبنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزيري الدفاع والخارجية الإيطاليين، على التوالي، ربوبرتا بينوتي، فيديرتسي موغريني، إضافة إلى سفير إيطاليابلبنان.
ويتقاسم الطرفان الإيطالي واللبناني القناعة بأن هذا المؤتمر "سياسي بامتياز" وبدرجة أكبر مقارنة مع المؤتمرات السابقة حيث سيتركز النقاش أساسا على السياق السياسي الوطني والإقليمي الذي يواجهه لبنان.
ويشارك وفد لبناني مهم في هذا المؤتمر، بقيادة وزير الدفاع سمير مقبل، ويضم وزير الشؤون الخارجية، جبران باسيل، والجنرال مروان حيتي، والعقيد أشرف كبارة، وسفير لبنانبإيطاليا، شربل وهبي.
ومن اللافت في هذه الدورة أن الدول الصديقة للبنان لن تكون ممثلة بوزراء خارجيتها. وأكد وزير الدفاع اللبناني، سمير مقبل، بهذا الخصوص، أنه على خلاف ما تروج له بعض الأطراف، لا يوجد أي تراجع في اهتمام البلدان التي تدعم بلاده أو في الدعم الدولي للجيش اللبناني الذي يعمل في منطقة متوترة جدا.
واعتبر مقبل أن الدعم الموجه للبنان يتجسد بشكل متزايد، مضيفا أن غياب وزراء خارجية البلدان المشاركة يعود إلى عوامل مختلفة منها أجنداتهم المكثفة خلال هذه الفترة المتوترة.
وأكد ممثلو الوفد اللبناني على أن التطورات الأخيرة في العراق والتهديدات المتنامية التي تشكلها المجموعات الإرهابية، والحجم المتنامي للاجئين السوريين في لبنان، يجعلون المجتمع الدولي مدعو ، أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم الجيش اللبناني حتى يتمكن من أداء دوره في حفظ الاستقرار في هذا البلد، وبالتالي الإسهام في حفظ الاستقرار بالمنطقة.
وشددوا على ضرورة تمكين الجيش من مراقبة الحدود ومنع العبور السري للأشخاص والأسلحة، مذكرين بأن الحكومة البريطانية سارت في هذا الاتجاه عبر مساعدة لبنان على بناء أبراج مراقبة على طول الحدود مع سورية.
واعتبروا بالمقابل أن المراقبة لوحدها تظل غير كافية وأنه من الضرورة بما كان تزويد الجيش اللبناني بأسلحة ومعدات حديثة، تشمل طائرات مروحية وعربات مصفحة وباقي التجهيزات اللازمة لأداء مهمته بنجاح.
وشدد باقي المتدخلين، ومنهم وزيرا الشؤون الخارجية والدفاع الإيطاليين، على ضرورة مساعدة لبنان في مواجهة وضع يخرج بشكل متزايد عن السيطرة، داعين بالأساس إلى مزواجة الجهود على المستوى الدولي لمساعدة هذا البلد على الحفاظ على استقراره والدفاع عن حدوده البرية والبحرية والجوية.
ويتوخى هذا الاجتماع، المنظم في إطار المجموعة الدولية لدعم لبنان التي أحدثت في 25 شتنبر بمبادرة من فرنسا وتحت إشراف الأممالمتحدة، أساسا تأكيد دعم البلدان المشاركة للقوات المسلحة اللبنانية التي تعد عنصرا رئيسيا في استقرار البلاد.
وكانت فرنسا احتضنت في مارس الماضي اجتماعا وزاريا لمتابعة مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان.
وكان المشاركون أكدوا بالمناسبة على الدور الحاسم للجيش اللبناني الذي انخرط في مواجهة التهديدات التي تمثلها الأزمة السورية بالنسبة لأمن لبنان على امتداد حدود البلاد وتعاون مع قوة لأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في الحفاظ على الأمن على طول الخط الأزرق.
كما أبرزوا ضرورة المزيد من تعزيز وسائل الجيش لمساعدته على رفع هذه التحديات، مشيدين بالمساعدة الدولية التي تم تقديمها مسبقا في إطار المخطط الخماسي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، فضلا عن الدعم السخي الذي اقترحته المملكة العربية السعودية.
وأشاروا أيضا إلى إطلاق آلية للتنسيق يوم 20 فبراير موجهة لدعم هذا المخطط وعبرا عن انتظارهم باهتمام كبير للمؤتمر الذي يدعم الجيش اللبناني المنعقد حاليا بروما.
وسبق أشغال هذا المؤتمر، التي تتواصل بشكل مغلق بعد زوال اليوم، أمس الإثنين، منتدى للتفكير والتبادل حول لبنان والشرق الأوسط احتضنه مقر وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية.
وتمثلت أهم محاور المؤتمر في "الوضع السياسي اللبناني منذ بداية النزاع السوري والآفاق على ضوء الدور الذي تقوم به بلدان المنطقة"، و"التداعيات الاقتصادية والديمغرافية للأزمة السورية على لبنان"، و"التحديات في المتوسط والشرق الأوسط بمنظور بيروت".