استغلت خامة متزوجة وأم لطفلين الثقة العمياء لمشغلتها، وهي امرأة مسنة تقطن بإحدى الفيلات بحي البطانة بسلا، ثم حبكت سيناريو قصة درامية مثيرة بدقة متناهية، بعد أن خططت برفقة خليلها من أجل السطو على المجوهرات، المال، وبعض الأغطية والأفرشة النفيسة، بعد أن كانت مشغلتها تؤمنها على كل أغراضها الخاصة، بالنظر للثقة التي اكتسبتها من طرفها، خلال المدة الزمنية التي لم تكن بالقصيرة، التي قضتها بين ظهرانيهم، حتى أضحت هي الناهي والآمر بهذه “الفيلا”، ولا يمكنها أن تكون محط أي شبهة أو شكوك من قبل أفراد العائلة الذين تشتغل لديهم، لأنهم أصبحوا يعتبرونها جزء من أفراد العائلة. تحينت الخادمة الفرصة، بعد أن قررت صاحبة “الفيلا” الخروج من أجل قضاء بعض الأغراض الخاصة، وكانت تعلم مسبقا أن مشغلتها لن تعود إلا بعد ثلاث أو أربع ساعات على أبعد تقدير، لحظتها اتصلت بخليلها عبر هاتفها النقال، وطالبته بالحضور على وجه السرعة، من أجل تنفيذ مخططها الإجرامي، الذي سبق وأن خططا له سويا في وقت سابق، وكانا ينتظران الفرصة لكي يعملا على تنفيذه، من دون إثارة شكوك الجيران حتى لا يفتضح أمرهما. تمكنت في الوهلة الأولى، أن تكسب عطف مشغلتها أثناء عودتها، بعد أن وجدتها تتحسر وتبكي، بل وتندب حظها، كون أن ثلاثة أشخاص ملثمين هاجموا “الفيلا” بواسطة السلاح الأبيض، بعد أن تمكنوا من القفز عبر سور الفيلا، ثم هددوها بالتصفية إن هي صرخت، أو حاولت التبليغ عنهم، وتمكنوا من السطو على المجوهرات، ومبلغ مالي قدره 5 آلاف درهم، وبعض الأغطية والأفرشة النفيسة ثم لاذوا بالفرار. لم يساور مشغلتها أدنى شك في الرواية التي تذرعت بها، وبررت بها هذه السرقة، قبل أن تقرر الضحية التوجه إلى مصالح أمن سلا، من أجل تقديم شكاية ضد مجهولين في هذه النازلة، لكن أصحاب الاختصاص لما انتقلوا إلى مسرح الجريمة بغرض إجراء معاينة ميدانية ل “الفيلا” لم يعثروا على أية أدلة، تفسر ما تدعيه الخادمة كون أن ثلاثة أشخاص ملثمين مجهولين تسلقوا جدران الفيلا، ولم يتركوا أية بصمات أو آثار، ثم تمكنوا من السطو على المجوهرات وأغراض أخرى سالفة الذكر، ثم لاذوا بالفرار في واضحة النهار، من دون أن يثيروا أية قلاقل أو إثارة انتباه الجيران، أو المارة. المحققون أثارتهم شكوك في هذه الرواية الزائفة، وبعد محاولة التحقيق معها، كانت تحاول أن تصرخ وتدفع أية شبهة عنها، بل كانت تحظى بتعاطف مشغلتها، التي كانت تدافع عنها أمام عناصر الشرطة القضائية بقولها “ما يمكنش الخدامة ديالي أدير هاد شي أو تسرقني”، لكن صاحبة الفيلا ستصاب بخيبة أمل كبيرة، بعد أن طالب المحققون من الخادمة مرافقتهم إلى مقر الشرطة القضائية، لإتمام البحث والتحقيق في النازلة، وبعد ذلك ستعود إليهم، لكن بمجرد عزلها عن أفراد عائلة المشتكية، وتعميق البحث معها، من خلال محاصرتها بالعديد من الأسئلة التي عجزت عن دحضها، قبل أن تنهار وتعترف بالمنسوب إليها، كونها خططت رفقة خليلها، لعملية السطو بعد أن كانت تعلم أن مشغلتها ستخرج إلى مهمة خارج البيت، ولن تعود إلا بعد ساعات، وقد تمكن عناصر الشرطة القضائية لأمن سلا من حجز المسروقات التي كانت لا تزال مخبأة بمنزل خليلها. الظنينان أحيلا نهاية الأسبوع على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا، للنظر في التهم الموجهة إليهما المتعلقة بالسرقة، المشاركة، الخيانة الزوجية، والفساد.