أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، اليوم الخميس ببروكسيل، أن المقاربة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي ترتكز على معالجة إشكاليات القارة في إطار شراكة فاعلة وتضامنية، فرضت نفسها بقوة في الدورة الرابعة للقمة الافريقية الأوروبية. وأضاف مزوار، في تصريح للصحافة، أن مقاربة صاحب الجلالة بخصوص إشكاليات الأمن والسلم والتنمية بإفريقيا فرضت نفسها في المنتديات الدولية وخاصة في القمة الافريقية الأوروبية، التي تنعقد حول موضوع "الاستثمار في الأشخاص من أجل السلم والازدهار".
وقال "عندما نتأمل موضوع هذه القمة نلاحظ تداخلها مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يدعو إلى شراكة تضامنية مع إفريقيا"، مضيفا أن الخلاصات المتمخضة عن هذه القمة تظهر بجلاء أن الاتحاد الأوروبي اليوم واع بأنه لم يعد بإمكانه النظر لإفريقيا بنفس الطريقة التي كان ينظر إليها بها في الماضي. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
واعتبر مزوار، الذي مثل صاحب الجلالة في أشغال هذه القمة، أن إفريقيا بصدد طي صفحة الماضي والتخطيط للمستقبل ولا تحتاج في سعيها هذا إلى علاقات مؤسسة على المساعدة.
وأشار إلى أن إفريقيا تزخر بإمكانات كبيرة وتفرض نفسها كقارة للمستقبل قادرة على تقديم الحلول للإشكاليات التي تعيشها أوروبا اليوم مما يبرز أهمية النظر إلى القارة نظرة جديدة وفهم إشكالياتها وفقا لمقاربة شاملة تضع العنصر البشري والخصائص الثقافية والدينية للمواطن الإفريقي في قلب مبادراتها.
وقال "إن المغرب يعمل انطلاقا من هذه القناعة منذ سنوات ويقوم بمبادرات متعددة لصالح قارة إفريقية مستقرة سياسيا ومزدهرة اقتصاديا، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
وكان جلالة الملك قد أكد، في خطاب وجهه إلى الدورة الرابعة للقمة الافريقية الأوروبية، أن "المغرب سيواصل ، بفضل عمله متعدد الأشكال وذي الأولوية في إفريقيا، من جهة، وبفضل الوضع المتقدم الذي يحظى به لدى الاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى، جهوده التي يبذلها في سبيل تطوير الشراكة بين القارتين في إطار منهج شامل ومندمج، مبني على مبدأ التضامن ويوفق بين تعزيز السلم والأمن والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية المستدامة، وبين الحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية للشعوب، بروح من التسامح والاحترام المتبادل".