أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، السبت المنصرم، بباريس، أن مقاربة صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بالقارة الإفريقية، التي تقوم على ربط إشكاليات الأمن بقضايا التنمية فرضت نفسها، خلال قمة الإليزي للسلم والأمن في إفريقيا. وأوضح مزوار، في تصريح للصحافة المغربية، أن قرارات هذه القمة أخذت بالاعتبار الأولويات والقضايا المستعجلة، بالخصوص، في المجال الأمني من خلال تشكيل وحدات متخصصة للتدخل، مبرزا وجود التزام ملموس لمواكبة الدول الأوروبية في هذا المجال. وبخصوص البعد الاقتصادي، ذكر أن إفريقيا لم تعد قادرة على أن ينظر إليها كفضاء للمشاكل وفي حاجة للمنح والمواكبة، بل كمنطقة في حاجة للاستثمارات والالتزام الواضح وتثمين مواردها وخلق الثروات. وفي ما يتعلق بالمناخ، قال إنه تم التأكيد على ضرورة احترام الالتزامات تجاه إفريقيا، مبرزا أهمية مواكبة القارة، سيما على المستوى المالي من أجل تعزيز الطاقات المتجددة. واختتمت أشغال قمة الإليزي حول السلم والأمن في إفريقيا، السبت المنصرم، بالمصادقة على بيان ختامي، جدد من خلاله المشاركون تشبثهم بالأمن في إفريقيا. وتميزت أشغال القمة، على الخصوص، بالرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للقمة، والتي دعا فيها جلالته إلى انتهاج مقاربة شاملة ومتجانسة، قادرة على التوفيق بين المطلب الأمني وبين مطالب التنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية، لمواجهة التحديات المتعددة التي أصبحت تهدد استقرار البلدان الإفريقية. وتمحورت أشغال هذه القمة، التي شارك فيها حوالي أربعين رئيس دولة وحكومة إفريقية، من بينهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ممثلا لجلالة الملك محمد السادس، حول ثلاثة مواضيع رئيسية تتمثل في "السلم والأمن"، و"الشراكة الاقتصادية والتنمية"، و"التغيرات المناخية".