اختتمت، اليوم السبت بباريس، أشغال قمة الإيليزي حول السلم والأمن بإفريقيا، بعد يومين من جلسات النقاش المغلقة بحضور حوالي أربعين رئيس دولة وحكومة إفريقية، من بينهم رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، ممثلا لجلالة الملك محمد السادس. وتميزت الجلسة الافتتاحية بالخصوص، بالرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للقمة والتي دعا فيها جلالته إلى انتهاج مقاربة شاملة ومتجانسة، قادرة على التوفيق بين المطلب الأمني وبين مطالب التنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية، وذلك لمواجهة التحديات المتعددة التي أصبحت تهدد استقرار البلدان الإفريقية.
ففي ما يخص البعد الأمني، قال جلالة الملك إن مسؤولية بلورة وتنفيذ وتقييم وسائل وعمليات الوقاية من النزاعات وتدبير الأزمات والحفاظ على الأمن وإعادة الإعمار، تظل على عاتق الأفارقة بالدرجة الأولى، من خلال المنظمات الإقليمية.
وأبرز جلالته أن التحركات الإقصائية والمقاربات المبنية على الاعتبارات قصيرة الأمد والدوافع الخلفية الأنانية، أبانت عن محدوديتها وعدم جدواها، بل ولم تأت إلا بنتائج عكسية.
ومن جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال افتتاح أشغال القمة، إلى إرساء شراكة جديدة في مجال التعاون العسكري بين أوروبا وإفريقيا، موضحا أن هذا التعاون العسكري سيجعل من أولوياته الاستشارة والتكوين والتجهيز والاستعلامات، وذلك بغرض تمكين جميع الجيوش الإفريقية من القدرات الكفيلة بمواجهة التهديدات بمختلف أنواعها.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بأن أوروبا ستكون في الموعد لإبداء تضامنها مع الأفارقة، وكذا التحلي بالمسؤولية في وضع الآليات والقوات المشتركة لمكافحة الجماعات الإرهابية وتهريب المخدرات والقرصنة.
وتم خلال هذه القمة التنويه بالزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، الذي توفي مساء أول أمس الخميس عن عمر يناهز 95، حيت تم الوقوف دقيقة صمت ترحما على روحه.
وحرص كافة المتدخلين على الإشادة بالمناقب الإنسانية والأخلاقية للراحل ونضاله المستميت ضد نظام الفصل العنصري "الأبرتايد" وكافة أشكال التمييز.
وتمحورت أشغال هذه القمة، التي شارك فيها أيضا، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حول ثلاثة مواضيع رئيسية تتمثل في "السلم والأمن" و"الشراكة الاقتصادية والتنمية" و"التغيرات المناخية".
وشكلت هذه القمة مناسبة للتباحث حول قضايا ترتبط بالسلم والأمن في القارة الإفريقية وسبل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المعنية.
كما كانت هذه القمة المنظمة تحت شعار "السلم والأمن في إفريقيا"، فرصة بالنسبة للمشاركين لتبادل التجارب وتعبئة الجهود الإفريقية في مجال المحافظة على البيئة ومعالجة تبعات التغيرات المناخية.
وتم على هامش هذه القمة تنظيم عدد من اللقاءات، من بينها اجتماع غير رسمي حول الوضع في إفريقيا الوسطى حيث انطلقت عملية عسكرية فرنسية بعد إعطاء الضوء الأخضر أمس الخميس من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وضم الوفد المغربي المشارك في هذه القمة كذلك السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون.