خفق قلبي بشدة و أنا أشعر أن جسدي ينفصل عن السرير... يرتفع... يرتقي كالريشة نحو سقف الغرفة... الفراغ تغشاه الظلمة بقسوة ...أتأرجح بين سراديب عروقها الداكنة ...ابتلعني ثقب أسود ...انزلقت فيه ...لا أعلم أين حُذفت...تلطخت ذراتي بالخوف....نبت في مساماتي الشوك ...لم أقو على الصراخ...كمن كتم صوتي بيد من حديد. ثم يعود جسدي فجأة ليرتطم ظهري بالفراش...يخسفني إلى درك عميق ثم أعود في مسافة من التعب إلى وضع طبيعي... لم أشعر بألم، لكني شعرت للحظة أنني ألفظ آخر أنفاسي..أرتدي نهايتي. أصابع الليل بلسعة باردة تلمست أنحائي... عمتني قشعريرة... تملّكتني رجفة....دست رأسي تحت المخدة... جمعت ركبتي إلى صدري .. تكوّمت في وضع الجنين...استنفرت جميع حواسي...و حنجرة الصمت في ضجيج... دقات طبول قلبي تتعالى و هزّات أنفاسي تتسابق.. و مساحات الفزع تزداد اتساعا..أتسلق شجاعتي...فأنتهي منزلقة في سفحها...مكبلة بالجمود كمن قمّطني في كفن النهاية... حين غزت الشمس ... صدح النهار وأطلق أجنحة الضوء... تراجع الليل المغرور كجبل منهزم من آلام الحفر... ارتبك الصمت في جدول الضجيج ... فك جدائل السواد الحالك المطبق على أنفاسي بطقوس المحتل... و حملني إلى ضفافه الآمنة ... ظننت أنني نجوت ...أغلقت أزرار المجهول طرحت عني بعض حذري وتحررت من ترددي...رفعت عن وجهي الغطاء... أجمع أطرافي المتساقطة...أغترف بعينيّ المكان... استعدت توازني جزءًا جزءًا...و مضى الخوف يجر لهاثه بعيدا و بات عاطلا عن المجيء، بعد أن زارني طيفه وحط رحاله في صدري واقترف جرائمه المتواطئة مع وسائدي التي تتقن القلق..... كان الرعب سفرا شهيّا في سراديب الليل...تلك العتمة الكافية لحشد قوافل الفرار إلى الضوء...