أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد (التوبة) بمدينة مراكش. و بين الخطيب في مستهل خطبتي الجمعة أن الله تبارك و تعالى، وعد عباده المؤمنين الصالحين و المؤمنات الصالحات بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا و بحسن المثوبة و السعادة الأبدية في الدار الآخرة، إكراما منه سبحانه و تعالى، على ما قاموا به من صالح الأعمال و ما كانوا عليه في حياتهم من البر والتقوى و الإحسان وما قدموه من خير و نفع للبلاد و العباد. و أوضح أن من خصوصيات الإسلام و محاسنه و كمال مزاياه و فضائله أنه أعطى لمعنى العمل الصالح مدلولا كبيرا و مفهوما واسعا يشمل كل ما يقوم به المسلم نحو ربه من عبادات و طاعات، و نحو البلاد و العباد من أعمال تعود بالخير و النفع على الناس. و قال الخطيب إننا نستحضر اليوم الروح الطاهرة للملك الصالح المصلح، جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي سيحيي الشعب المغربي، بعد غد الذكرى الخامسة عشرة لالتحاقه بالرفيق الأعلى، مبرزا ان الشعب المغربي المؤمن الوفي يستحضر هذه الذكرى المهيبة بكل تأثر و إكبار و خشوع و إجلال و ترحم و دعاء لفقيده الكبير و رائده الملهم الذي قضى زهرة حياته في خدمته و قيادة سفينته إلى مدارج العزة و الكرامة و الطمأنينة و الهناء.
و أضاف أن جلالة المغفور له كان مثالا للملك المتبصر المجاهد، المدافع الصامد الذي حافظ للمغرب المسلم الأبي على دينه و عقيدته و خصوصياته و مميزاته و مقدسات دينه و ثوابت وطنه و على وحدته و التئام شمله، فأعلى شأنه و سمعته بين بلاد العالم. و أكد أنه بقدر ما نبتعد، مع مرور الزمن، عن منجزات عهد الحسن الثاني بقدر ما نزداد تقديرا لحنكته و إعجابا بحكمته و صواب اختياراته، فقد كان له صبر الموقنين بنصر ربهم فلم يستفزه المستفزون و لا استخفه طيش المغامرين، إذ عرف كيف يدعم الاستقرار و يصون وحدة البلاد، مشيرا إلى أن الملك الراحل كان بنظره الثاقب عارفا بأولويات المستقبل سواء في توازن السياسة، في عهد تلاطمت فيه أمواج الأفكار، او في توجيه الاقتصاد في وقت كان الناس فيه لا يقدرون خطورة ندرة المياه وأولوية أسباب المعاش و توفير الغذاء. كما اكد الخطيب أن خلف الحسن الثاني و وارث سره و أمل المغرب المرتجى، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل في عهده المبارك ذلكم الجهاد الأكبر المتمثل في المسيرة الإنمائية الكبرى و النهضة الإصلاحية العظمى، في مختلف جهات و أقاليم المملكة، جاعلا من الاهتمام بالعنصر البشري، ورشا هاما من أوراشه الكبرى للنهوض بالوطن بأكمله وتوفير العيش الكريم لجميع شرائح المجتمع. و أشار إلى أن الخصال الحميدة و السجايا الكريمة التي حبا الله بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، سليل الدوحة النبوية الطاهرة، يصدق فيها قول الله تعالى : ( و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ).
كما يصدق فيها الحديث الشريف عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه ، أنه قال " قلت يا رسول الله، الرجل يعمل العمل و يحمده الناس و يثنون عليه به، فقال عليه السلام، تلك عاجل بشرى المؤمن". و ابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس و يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، و بأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و يشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته و سحائب رحمته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما، محمد الخامس و الحسن الثاني، و يكرم مثواهما و يطيب ثراهما.