أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله٬ أمس، صلاة الجمعة بمسجد مولاي سليمان بالرباط. (ماب) وذكر الخطيب٬ في مستهل خطبة الجمعة٬ بأن من خصوصيات الإسلام ومحاسنه وكمال مزاياه وفضائله أنه أعطى لمعنى العمل الصالح مدلولا كبيرا ومفهوما واسعا، يشمل كل ما يقوم به المسلم نحو ربه من عبادات وطاعات٬ ونحو البلاد والعباد من أعمال تعود بالخير والنفع على الناس. وأشار إلى أن الأمة المغربية أحيت، يوم الأربعاء المنصرم، الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الملك الصالح المصلح جلالة المغفور له الحسن الثاني٬ طيب الله ثراه٬ بكل تأثر وإكبار وخشوع وإجلال وترحم ودعاء للملك الراحل، الذي أفنى زهرة حياته في خدمة شعبه وقيادة سفينته إلى مدارج العزة والكرامة والطمأنينة والهناء٬ مبرزا أن الملك الراحل كان مثالا للعاهل المتبصر المجاهد والمدافع الصامد٬ حيث حافظ للمغرب المسلم على دينه وعقيدته وخصوصياته ومميزاته ومقدسات دينه وثوابت وطنه، وعلى وحدته والتئام شمله٬ فأعلى شأنه وسمعته بين بلاد العالم. وأكد الخطيب أن منجزات هذا الملك العظيم ستظل تشهد٬ مع مرور الزمن٬ على عظيم حنكته وحكمته وجليل فكره وصواب اختياراته٬ حيث كان له، طيب الله ثراه٬ صبر الموقنين بنصر ربهم٬ فلم يستفزه المستفزون ولا استخفه طيش المغامرين٬ إذ عرف كيف يدعم الاستقرار ويصون وحدة البلاد٬ مبرزا أن الملك الراحل كان٬ بفضل نظره الثاقب، عارفا أين تكمن أولويات المستقبل، سواء في توازن السياسة٬ في عهد تلاطمت فيه أمواج الأفكار والعالم يبحث عن نفسه٬ أو توجيه الاقتصاد٬ في وقت كان الناس فيه لا يقدرون أهمية وخطورة الماء وأولوية أسباب المعاش وتوفير الغذاء. وقال الخطيب إن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، خلف المغفور له الحسن ووارث سره٬ الساهر على المصلحة العليا للمملكة وحامل أمانة قيادتها في شؤون الدين والدنيا٬ يواصل اليوم ذلكم الجهاد الأكبر المتمثل في المسيرة الإنمائية الكبرى والنهضة الإصلاحية العظمى في مختلف جهات وأقاليم المملكة٬ جاعلا، حفظه الله٬ من الاهتمام بالعنصر البشري ورشا مهما من أوراشه الكبرى للنهوض بالوطن والمجتمع وتوفير العيش الكريم لجميع شرائحه٬ مشيرا إلى أن هذه المسيرة الإنمائية المباركة والنهضة الحضارية المتواصلة حافلة بجليل الأعمال وعظيم المنجزات وتبشر بالخير والنماء والازدهار والرخاء. وبعد أن ذكر بأن مشيئة الله وحكمته اقتضت أن تكون منزلة المرء ومكانته ورفعة درجته وعلو مقامه٬ عند الله وعند الناس٬ بحسب ما يحمله في قلبه ونفسه من الإيمان والتقوى، وما يكون عليه من الصلاح والهدي، وما يتحقق على يديه للبلاد والعباد من أعمال جليلة وخيرات عظمى٬ أكد الخطيب أن جلالة المغفور له الحسن الثاني جمع هذه المزايا والمكارم٬ التي يحق فيها قول الله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون٬ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة٬ لا تبديل لكلمات الله٬ ذلك هو الفوز العظيم". وقال الخطيب إن الخصال الحميدة والسجايا الكريمة التي حبا الله بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس٬ سليل الدوحة النبوية الطاهرة٬ إنما يصدق فيها قوله تعالى:"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه". وابتهل الخطيب٬ في الختام٬ إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين نصرا عزيزا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين٬ وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته ورحمته على الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.