أصبحت الجزائر متخوفة جدا من إقدام واشنطن على إدراج جبهة البوليساريو على لائحة المنظمات الإرهابية، وذلك بعد إدراج مجموعة الجزائري مختار بلمختار، التي كانت انشقت عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهاجمت في يناير الماضي موقع آن أميناس لإنتاج الغاز في الجزائر، على لائحتها السوداء "للمنظمات الإرهابية الأجنبية"، وذلك بعد أن اثبت تقرير استخباراتي ياباني أن البوليساريو منظمة إرهابية وعلى علاقات بالمجموعات الإرهابية بالساحل والصحراء. ويذكر أن بلمختار أسس مجموعة "الموقعون بالدم" في 2012 بعد أن انشق عن القاعدة. وتبنى المسؤولية عن الهجوم الدامي واختطاف رهائن في مجمع "إين أميناس" جنوبالجزائر الذي اوقع 38 قتيلا بين العاملين في الموقع بينهم ثلاثة أميركيين فضلا عن مصرع 29 مهاجما برصاص الجيش الجزائري.
وتدرج الخارجية الأميركية بانتظام مجموعات أجنبية إرهابية على لائحتها السوداء ما يعني منع المواطنين الأميركيين والشركات الأميركية من التعاطي معها.
من جهته كشف التقرير السنوي الذي أصدرته وزارة العدل اليابانية أخيرا الأهداف التخريبية للبوليساريو، معتبرا الجبهة منظمة إرهابية. واعتبر التقرير الذي تضمن معطيات مرتكزة على أبحاث عملية أن سبب تردي الوضع الأمني في منطقة الساحل جنوب الصحراء يعود أساساً إلى مساندة الجبهة للمجموعات الإرهابية، خصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكشف التقرير عن كافة الأنشطة التي تقودها الجبهة في دعم الإرهاب بالمنطقة.
وحذر التقرير من تمادي الجبهة في أنشطتها التي أصبحت تهدد أمن منطقة الساحل، وتشكل عقبة أمام إقامة تعاون أفضل بالمنطقة في مجال مكافحة الإرهاب.
ويرصد التقرير، 56 تنظيما إرهابيا في العالم العربي، من بينها تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية، خاصة باليمن، و كذا القاعدة في الغرب الإسلامي بشمال إفريقيا والساحل.
من هنا يصدر التخوف الجزائري، فمادامت الولاياتالمتحدةالأمريكية صنفت مجموعة بلمختار منظمة إرهابية، ومادام التقرير الياباني صنف البوليساريو كذلك وقال إنها لها علاقة بتنظيم بلمختار، ففي أي لحظة تتمكن الولاياتالمتحدة من ضبط دقيق لهذه العلاقة سيصبح الأمر أمامها لا خيار فيه سوى تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية يعني وضعها على لائحتها السوداء "للمنظمات الإرهابية الأجنبية".
وبما أن الجزائر ربطت وجودها السياسي في المنطقة ومناوراتها الإستراتيجية بوجود البوليساريو فإنها متخوفة من تصنيف البوليساريو على اللائحة السوداء "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يعني رفع الغطاء عن هذه المنظمة التي لن تعود في مواجهة مع المغرب ولكن ستصبح في مواجهة المنتظم الدولي كما هو شأن باقي التنظيمات الإرهابية.