يجب على حزب "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية الحاكم، الذي قرر ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، والأحزاب السياسية الاخرى التي تساند هذا الطرح ان يخجلوا كثيرا عند رؤيتهم لهذا الفيديو الفاضح، الذي قدم على قناة "كنال الجيري" بمناسبة استقبال بوتفليقة لرئيس الوزراء الفرنسي جون مارك ايرولت بداية الاسبوع. الذين يتشبثون ببوتفليقة كرئيس للجزائر يفعلون ذلك لأنهم يحرصون كل الحرص على مصالحهم الشخصية، وعلى ديمومة نظام مفلس اوصل الجارة الشرقية إلى الخراب، في ظل تحكم طغمة نافذة في رقاب البلاد والعباد والاستحواذ على خيرات البلاد الكثيرة وحرمان الشعب المغلوب من فوائدها..
هؤلاء يفعلون المستحيل لكي يظل بوتفليقة، الذي فقد كل قدرة على التفكير والحركة من مدة، على كرسي الرئاسة كي لا تسقط آخر اوراق التوت على سوءاتهم، وهم يسلكون كل السبل في سبيل ذلك ولو تطلب الامر منهم بعث "الروح والحيوية في بوتفليقة" من خلال فبركة مشاهد للقاءاته مع الحكومة وبعض المسؤولين الدوليين الذين يزورون الجزائر. .
في هذا الفيديو الفضيحة، الذي كشفت عنه "كنال+" الفرنسية من خلال برنامج "لوبوتي جورنال"، يتضح بجلاء إلى أي حد يمكن للإعلام الرسمي ان يتواطأ مع المسؤولين السياسيين وجنرالات الجزائر وذلك من أجل الكذب على الراي العام الجزائري والولي وإظهار سعادة الرئيس في كامل الصحة والعافية...
الادهى ، وكما كشف عن ذلك مقدم برنامج لوبوتي جورنال، هو قيام قناة "كنال الجيري" الرسمية بالتركيز على حركات يدي بوتفليقة وإعادتها ثمان مرّات في وقت لم يقم به الرئيس إلا بثلاث حركات بيديه قبل ان يتسمّر في مكانه ويعجز عن الكلام وهو ما وضع الوزير الأول الجزائري عبد المال سلال ومعه رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك ايرولت في موقف حرج..
عملية المونطاج التي قام بها تقنيو كنال الجري تبين بالملموس إلى اي حد يمكن للنظام الجزائري ان يذهب في كذبه وبهتانه وهو ما لم يعد ممكنا في الوقت الحالي، الذي اصبحت فيه تقنيات التواصل والاتصال متوفرة ومفتوحة للجميع..
الاجدر بمسؤولي الجزائر والمتحكمين في رقاب الشعب هناك، بعد مشاهدة هذا الفيديو الفضحة، ان يفعلوا مقتضيات الفصل 88 من الدستور الجزائري، الذي يتحدث عن الاجراءات الواجب اتخاذها في حالة عجز الرئيس او مرضه، كما ان المعارضة يمكنها ان تستدل بمقاطع الفيديو للطعن في ترشح بوتفليقة وترتيب الآثار القانونية والدستورية على ذلك..