تمكن ائتلاف يدير مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها المحتجون من ملء الفراغ السياسي ويقوم بتنظيف المدينة وتوفير الطعام والدفاع عن المباني وطمأنة شركات النفط الاجنبية ويعبر لابناء طرابلس عن ايمانه بأن الليبيين شعب واحد. وبعد صلاة الجمعة أعلن نحو ستة الاف شخص يقطنون بنغازي تضامنهم مع المحتجين في طرابلس ورفضهم تقسيم البلاد قائلين انهم يريدون الحفاظ على وحدة ليبيا. ورددوا هتافات تدعو بالنصر لاخوتهم في طرابلس بينما أفادت تقارير بأن خمسة أشخاص على الاقل قتلوا في العاصمة عندما فتحت قوات الامن النار على المحتجين. وقد لا تختلف المشاهد في المدينة الواقعة في شرق ليبيا كثيرا عنها في العاصمة طرابلس الان. ويحاول المهنيون في ثاني أقدم مدينة ليبية اعادة حياة المواطنين الى طبيعتها بعد أن فرت القوات الموالية للقذافي في ما قد يصبح نموذجا لمدن وبلدات أخرى في ليبيا تواجه الفوضى. وقال جمال بن نور وهو قاض وعضو في ائتلاف 17 فبراير المؤقت الذي يقول انه يدير مؤقتا شؤون ثاني أكبر مدينة ليبية ان الائتلاف سيبقي على العقود النفطية القانونية والتي في صالح الشعب الليبي مع شركات أجنبية. وتابع بن نور قائلا ان الائتلاف سيحتفظ بحقه في اعادة التفاوض على العقود النفطية اذا لم تكن منصفة. وجرى جمع الاسلحة التي استخدمت في الاشتباكات الدامية مع القوات المؤيدة للقذافي والمرتزقة الافارقة التي يقول الائتلاف ان الزعيم الليبي اعتمد عليهم لاطلاق النار على المحتجين موجودون الان في السجن في انتظار محاكمتهم. ودفعت المدينة ثمنا باهظا في الانتفاضة اذ قدمت 250 قتيلا. وأغلق المطار لان السكان خشوا احتمال نقل مرتزقة اخرين جوا ويجري تجهيز الدفاعات تحسبا لوقوع هجوم مضاد ما وقال عمر محمد عضو الائتلاف ان الجيش يدعم مساعي الادارة في بنغازي لاستعادة القانون والنظام. وقال لرويترز ان لديه أصدقاء في الجيش هم ضباط كبار يعرفون أن مهمتهم هي الدفاع عن الشعب ضد القذافي في هذا الجزء من ليبيا. ومضى يقول انهم يجمعون كميات كبيرة من الاسلحة من يد المدنيين لان وجودها في أيديهم خطر للغاية. ويضيف أن البعض يعتقدون أنهم يحتاجون الى السلاح لحماية أنفسهم ولكن هذه الفكرة لا تلقى قبولا ولذا يقوم الائتلاف بجمع الاسلحة. وقال الجيش والشرطة الليبيين في مدينة أجدابيا الشرقية لتلفزيون الجزيرة يوم الجمعة انهم تركوا ثكناتهم وانضموا الى المعارضة. ويريد كثير من الشباب في بنغازي التوجه الى طرابلس ليظهروا للقذافي أن شرق ليبيا يساند طموحات المعارضة للقذافي في الغرب. وقال محمد (52 عاما) ويعمل مهندسا وينتمي للائتلاف الذي يضم مهنيين كالقضاة والاطباء "هناك كثير من الناس هنا في بنغازي يريدون الذهاب لمساعدة هؤلاء الموجودين في طرابلس. هذا بلد واحد." وقال محمد لرويترز "يحاول القذافي أن يقول ان الجزء الشرقي من ليبيا قبلي ومتمرد دائما. الوضع ليس كذلك. هذا بلد واحد وشعب واحد ولن يقسم أبدا." ويؤكد بن نور هذه الرسالة قاائلا انه واثق من أن الشعب في طرابلس سيؤيد الاهداف نفسها بعد نجاح الليبيين وتحقيق النصر الذي يحلم به الشعب كله. وانهم يحاربون من أجل وحدة الدولة باعتباره المبدأ الاهم لليبيين. وأضاف أن أبناء بنغازي في انتظار الاتصال بأبناء طرابلس والاتفاق على بناء ليبيا. وأعلنت بنغازي التي تعتبر دائما منافسة لطرابلس أن يوم الجمعة سيكون يوما للتضامن مع طرابلس. ورفعت لافتات أمام مبنى المحكمة في بنغازي التي تعد العصب الرئيسي للائتلاف الحاكم تعلن التضامن مع " الابطال في طرابلس". وعلقت على أعمدة الانارة دمى للقذافي وأحد أبنائه. وسادت البهجة والاجواء الاحتفالية الحشد وعلت أبواق السيارات بينما كان سائقوها يلوحون بعلامات النصر. وتحدث بن نور عن تطلعات الائتلاف واماله. وقال ان الثروة يجب أن تكون للشعب الذي يريد مدارس أفضل ومستشفيات أفضل وتحسين مستوى المعيشة. وأضاف أن التعليم قوة للشعب مشيرا الى أن النظام السابق سيطر على كل شيء لاغراض شخصية. وأشار بن نور كذلك الى أهمية احترام الاتفاقيات. وقال انهم سيؤيدون الاتفاقيات اذا كانت جيدة واذا لم تكن كذلك فمن حق الشعب أن يتفاوض على اتفاقيات جديدة تترجم ارادة الشعب الذي خرج ليطالب بالديمقراطية ويطالب بأمواله التي نهبها القذافي الذي يتردد أنه أودع 130 مليار دولار في أمريكا وحدها. ويتساءل عن السبب في صمت الحكومات في أمريكا وانجلترا. وأضاف أن وحدة لمكافحة الفساد تشكلت لملاحقة الصفقات غير القانونية. ويقع الكثير من مناطق انتاج النفط وموانئ التصدير في شرق الدولة عضو أوبك ومناطق كثيرة منها تخضع لسيطرة الثوار الذي يسعون للاطاحة بالقذافي. وقال مسؤول من حقل الامل النفطي في ليبيا ان الانتاج من الحقل وهو واحد من أكبر أربعة حقول نفطية في ليبيا يسير بشكل طبيعي ولم يتعطل بسبب انتفاضة تسعى للاطاحة بحكم الزعيم معمر القذافي. وقال محمد "لم يلحق الدمار بأي ابار للنفط وهي ملك لنا. وأي دمار يلحق بمنشات النفط سيكون من فعل القذافي بلا شك." وقال عبد السلام نجيب وهو مهندس بترول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية وأحد أعضاء ائتلاف 17 فبراير ان كل حقول النفط الليبية الواقعة شرقي راس لانوف تقريبا تحت سيطرة الشعب وان الحكومة ليست لها سيطرة في هذه المنطقة. وأضاف أن العاملين في الحقول والعاملين في نقل النفط الى المرافيء مازالوا يواصلون عملهم لكن العمل توقف بنسبة 75 بالمئة تقريبا. وقال نجيب انه يعمل في حقول نفطية وان من أبلغه بذلك شخص يعمل في شركة نفط كبيرة في بريقة. ومرسى بريقة هو مرفأ نفطي في شرق ليبيا جنوبي بنغازي. وكثير من المتاجر في بنغازي دمرت بسبب أعمال العنف التي وقعت في الاونة الاخيرة ولكن الصيدليات ومحال البقالة كانت مفتوحة وفيها مخزون جيد من البضاعة على ما يبدو. وكان هناك بنك واحد على الاقل مفتوحا. وفي الشارع كان هناك شبان يرتدون سترات مكتوب عليها عبارة "لجنة التنظيم" يوجهون حركة المرور. وعلى سبيل المثال هناك لجنة تتواصل مع الجيش وأخرى مع الشرطة وثالثة مع وسائل الاعلام. ولجان أخرى مسؤولة عن الطعام وضمان الامن.