أكد المشاركون في منتدى دولي حول الإرهاب، نظم اليوم الاثنين بمدريد، أن هذه الظاهرة أضحت تهديدا لا حدود له يستوجب يقظة وتعاون جميع الدول لمواجهته. وأبرز المتدخلون، في افتتاح هذا اللقاء الذي تتواصل أشغاله على مدى يومين حول "الإرهاب العالمي وغرب المتوسط"، أهمية التنسيق الدولي والوقاية للحد من انتشار نشطاء الشبكات الإرهابية. وقال الملحق القانوني بالسفارة الأمريكية في مدريد مارك فاري إنه ليس بمقدور أي بلد لوحده مواجهة خطر الإرهاب، معتبرا أن عولمة التقدم التكنولوجي، مثل الإنترنت والشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية، مكن من تطور نشاط الجماعات الإرهابية. وأبرز في هذا الصدد التهديد الذي يمثله الاتصال بين شبكات الاتجار في الأسلحة والمخدرات والمنظمات الإرهابية، داعيا الى التحديد الوقائي للتهديدات الإرهابية من خلال التعاون والتنسيق. من جانبه أشار فرناندو ريناريس، باحث وخبير إسباني في مجال الإرهاب الدولي، والذي قدم تقريره الثاني حول الإرهاب الدولي، إلى تطور تهديدات وتحديات مكافحة الإرهاب في جنوب أوروبا. وذكر هذا الخبير الإسباني، في مداخلة بهذا اللقاء الذي يحضره خبراء عالميون في الإرهاب، بالتطرف الجهادي الإرهابي بإسبانيا ما بين 1996 و2012، كما استعرض أسباب وجذور هذا الآفة في القارة الأوروبية. ويساهم في هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من "معهد الكانو الملكي" بتعاون مع سفارة الولاياتالمتحدة بإسبانيا ومؤسسة أورتيغا- مارانون، والمقام بمقر مؤسسة "البيت العربي"، خبراء في مجال الإرهاب يناقشون، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، تحديات الإرهاب الدولي و"التوجه الجهادي في دول غرب المتوسط". كما يناقش المشاركون في هذا المنتدى، الأول من نوعه الذي ينظمه "معهد الكانو الملكي" حول الإرهاب، تطور التهديد الإرهابي ببلدان المنطقة، إلى جانب الاستراتيجيات والسياسات والتدابير المتخذة للتصدي لهذه الآفة، لاسيما في مجال التعاون الدولي بين حكومات ضفتي المتوسط. ويساهم في المنتدى خبراء في المجال مثل آيرون إي زيلين من "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بواشنطن، وخيسوس نونيز فيلافيرد، مدير معهد الدراسات حول النزاعات والعمل الإنساني في مدريد، ومانويل نافاريتي رئيس وحدة مكافحة الإرهاب الدولي بالحرس المدني الإسباني. ومن بين هذه المحاور التي سيناولها هذا اللقاء موضوع "الرد في الحرب على الإرهاب في المغرب العربي والساحل: استراتيجيات للتعاون الدولي" ينشطها خوليو هارايز نائب المدير العام لشؤون الإرهاب الدولي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية. كما سيتطرق المشاركون في المنتدى ل"تأملات في التعاون القضائي ضد الإرهاب بين إسبانيا والمغرب" وهو محور ستساهم فيه السيدة دولوريس ديلغادو منسقة مصلحة مكافحة الإرهاب الدولي بالمحكمة الوطنية الإسبانية. وسيتحدث ميغيل أنخيل باليستيروس المدير العام للمعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع الإسبانية، خلال هذا اللقاء عن "الصعوبات التي تواجه اعتماد استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل". يشار إلى أن معهد الكانو الملكي للدراسات الدولية الإستراتيجية بمدريد هو مؤسسة للتفكير تأسست سنة 2001، وتنشر بانتظام أبحاثا وتحاليل حول العلاقات الدولية والسياسات العمومية، وتهتم بشكل خاص بإسبانيا وأمريكا اللاتينية.