افادت دراسات جديدة، أن الافراط في تناول مشروبات الطاقة، خاصة تلك التي تحتوى على كميات كبيرة من الكافيين، تسهم بصورة كبيرة في زيادة فرص الاصابة بالعديد من المشكلات الصحية مثل اضطرابات في وظائف القلب وخفقانه. وتأتي هذه الدراسات في وقت تعرف فيه هذه المشروبات إقبالا كبيرا في صفوف الاطفال والمراهقين المغاربة، وخاصة قنينات "ريد بول" و "باورهورس" و "بورن"، التي يتم تناولها بشكل مفرط قبل الدخول إلى الفصل الدراسي أو عند مزاولة الرياضة ضمانا لمزيد من الحيوية واليقظة البدنية ولم لا الذهنية.
وتحدثت هذه الدراسات عن السلبيات الكثيرة التي يمكن ان تتسبب فيها هذه المشروبات، التي بدأت تزاحم العصائر والمشروبات السكرية في أروقة الأسواق التجارية الممتازة لدرجة أن البعض من المغاربة صار يتخذها بديلا للشاي والعصير والقهوة، وذلك تحت وطأة الوصلات الإشهارية التي باتت تكتسح القنوات التلفزية. .
وخلصت الأبحاث والدراسات إلى نتائج مقلقة، حيث تتحدث عن أعراض جانبية وتأثيرات خطيرة على الصحة ما يجعل هذه المشروبات مصدر تهديد حقيقي للمستهلك المغربي وخاصة فئة الشباب بين 16 و 30 سنة.
وتزداد خطورة هذه المشروبات تقول ذات الابحاث، في حال الإفراط في تناولها مما يوقع في حالة إدمان كما تؤكد الدراسات المنجزة حديثاً في عدد من الدول.
ونظرا لاحتواء هذه المشروبات على نسبة مرتفعة من مادة الكافيين فغنها تتسبب في مخاطر كبيرة على القلب والدورة الدموية. وكان أساس انطلاق هذه الدراسات هو ظهور أعراض التوتر والنرفزة ووقوع حالات وفاة بين الشباب المتناول لهذه المشروبات، وبينت الابحاث أن قنينة واحدة من المشروب تعادل فنجانين من القهوة السوداء المركزة وهذا ما دفع الباحثين إلى وصفها بالتهييجية وليس بالطاقية.
وتتضح الصورة أكثر بالنسبة لمن يستهلك قنينتين أو أكثر في اليوم الواحد، فضلا عن الأثر البالغ المحتمل لدى من يعاني مشاكل في القلب أو التنفس.
وكشف فريق بحث من زيوريخ نتائج مماثلة، واستنتج أن استهلاك أربعة أكواب من القهوة يتسبب في خلل في النمو الدماغي وانخفاض القابلية للنوم.
وينتشر استهلاك هذه المشروبات بشكل سريع وواسع لدى مختلف الفئات، رغم كلفتها التي تتراوح بين 15 و20 درهما لقنينة بسعة 250 ملل. ويظل حجم الاستهلاك بالمغرب إلى الآن مجهولا ، في الوقت الذي وصل فيه بفرنسا على سبيل المثال إلى 40 مليون لتر في السنة، أي 160 مليون قنينة.
خطورة تناول هذه المشروبات وأثار ذلك على صحة المستهلك تطرح ضرورة تحرك الجهات المختصة لتحسيس المغاربة بهذه المخاطر، وإجراء دراسة تقف على مدى التهديدات التي تحيط بالمستهلك المغربي خاصة أن هذه المشروبات تباع دون قيود في كل المحلات التجارية..
وأشارت متابعة قام بها خبراء مكافحة السموم في جامعة "روتجرز" الأمريكية، حيث قاموا بإجراء تقييم لتأثير هذه المشروبات على الأطفال، إلى تسبب هذه المشروبات في زيادة حالات التهيج والقلق وخفقان القلب بين الأطفال، مصحوبًا بحالات غثيان وقئ بسبب ارتفاع معدلات الكافيين بها.