تحتدم المناقشة بين الحكومة الإسبانية والمعارضة، فبقدر ما تحاول الحكومة الحفاظ على العلاقة الطيبة مع المغرب، نجد المعارضة ممثلة بأحزابها ونقاباتها وجمعيات المهنيين، تعمل جاهدة من أجل التضييق على المغرب وفرض حصار على صادراته إلى الاتحاد الأوربي. وذكرت صحيفة "أب س"، في وقعها على الأنترنيت، أن "إيلينا بالنيسيانو"، سكرتيرة الحزب الاشتراكي المكلفة بالسياسة الدولية، زارت الرباط والتقت بالمسؤولين المغاربة، وخلصت المباحثات إلى أنه ينبغي بذل المزيد من الجهد من أجل خلق تفاهم أكبر بين المجتمعين المغربي والإسباني، إلى جانب العمل على أحداث منتدى للبرلمانيين من البلدين، بهدف تعميق تفهم كل واحد للاخر، كما هو الشأن بين إسبانيا وجارتها البرتغال هكذا ترد الوزيرة على منتجي الطماطم الكناريين الذين يشتكون من مضايقة المغرب الذي صدر 90.000 طن من الطماطم خلال شهر دجنبر الماضي، وترتب عن هذا انخفاض الثمن من 7 أورو إلى 2 أورو للوعاء الواحد، ويعول عليه المزارعون الكناريون هذا الشهر. إن الحكومة الإسبانية تتابع عن كثب مدى التزام المغرب بالاتفاقية وعدم تجاوزه لحصته، وستطلع التنظيمات الفلاحية على كل المستجدات بصفة مستمرة ليتأكدوا من إن الحكومة تراقب المنافذ الحدودية حتى لا تغرق الأسواق بكميلات أكبر من الطماطم. وععدت الوزيرة "بالينسيانو" بأنها ستزور جزر الكناري في الأيام المقبلة لتجتمع بمنتجي الطماطم والموز، الذين يؤاخذزنها على كونها لم تستقبلهم من قبل، برغم ما يتهددهم من افات اقتصادية ناجمة عن المزاحمة المغربية. وذكرت الوزيرة أن الدولة ستخصص ميزانية لاقتناء وسائل التدفئة التي يتطلبها إنتاج الطماطم والموز، ومن أجل عصرنة القطاعين في جزر الكناري حتى يتحسن الإنتاج ويقى على التنافسية. وهذه اليد الممدودة من طرف الحكومة الإسبانية، لم تكن إلا نتيجة التوتر الذي أعقب انعقاد مجلس الكورتيس الإسباني الذي تداول مقترح المعارضة الداعي إلى إدانة المغرب على خلفية (الأحداث العنيفة) في العيون ولم يتأخر الرد المغربي، فقد طالب البرلمان المغربي الحكومة بالمبادرة إلى مراجعة شاملة لعلاقات المغرب مع إسبانيا، حاثا إياها على العمل من أجل استرجاع سبتة ومليلية والثغور المحتلة. لكن "بالينسيانو" فضلت ترك سوء التفاهم جانبا، وأكدت بأن حزبها " ينطلق هذه السنة برغبة إعطاء الأولوية للعلاقات مع الرباط". وأكدت المستشارة الإسبانية أنه بالنسبة لحزبها، فإن "استقرار المغرب يعتبر حاجة أساسية" واعتبرت "ألا استقرار لإسبانيا بمعزل عن استقرار المغرب". وفي بلنسية طالبت المعارضة الحكومية المركزية بمدريد بإبداء موقف واضح من الاتفاقية الفلاحية التي أبرمها المغرب مع الاتحاد الأوربي، والتي في رأيهم. تضر بصادرات بلنسية من الطماطم والحوامض، واتهمت المعارضة الحكومة المركزية بإهمال المزارعين والكسابين البلنسيين الذين سيتضررون كثيرا جراء هذه الاتفاقية، التي من شأنها حرمانهم من مصدر عيشهم الأساسي. وفي ألميرية تحارب المعارضة الطماطم المغربية باللجوء إلى اجتهاد قانوني" وذلك بادعائها أن المغرب يبيع للأوربيين طماطم زرعت في الصحراء التي ما زالت، حسب زعمهم. رهن النزاع، وبيع منتجات هذه المنطقة يعتبر غير قانوني. وتحت هذه الضغوط اضطرت وزيرة البيئة والوسط القروي والبحري الإسبانية "روسا أغيلار" إلى التصريح بأن إسبانيا لن تسمح بدخول كميات من الطماطم أزيد مما تنص عليه الاتفاقية، وهكذا نشرت جريدة "لا ربوفنسيا" الصادرة في لاس بالماس موضوعا تحت عنوان:" لن نسمح بدخول ولو حبة واحدة من طماطم المغرب"، أكدت فيه الوزيرة بأن الحكومة واحدة زيارة على ما تنص عليه الاتفاقية المبرمة بين المغرب والاتحاد الأوربي"... وذكرت أنها راسلت في شهر دجنبر المنصرم المفوض الأوربي في الفلاحة، تنبهه إلى مبالغة المغرب في الكمية التي يسوقها للاتحاد.