لم تغير الشهور التي قضاها السيد عبد الاله بنكيران على رأس الحكومة من عادات كبير العدالة والتنمية، ولم يستطع الرجل تطوير ثقافته السياسية والديبلوماسية، وسلوكيات المعارضة التي دأب عليها حزبه، وذلك ليرتقي بها إلى مصافّ رجال الدولة ورؤساء الحكومات الذين يتمتعون برصيد كافي في مجال البروتوكول والدبلوماسية المتعارف عليها دوليا. مناسبة هذا القول هو ما اقترفه رئيس الحكومة أمس الاحد في حق المغرب والمغاربة عندما قرر الحضور متأخرا إلى الحفل الذي نظمته السفارة الفرنسية بالرباط، وذلك بمناسبة العيد الوطني لفرنسا الذي يصادف 14 يوليوز من كل سنة.
بنكيران اختار ان يكون نجم الحفل، الذي حضره كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين وممثلو الدبلوماسية المقيمة في المغرب ورجال السياسة والفكر والفن والثقافة ورجال الأعمال وذلك بعد ان غاب ولم يحضر إلا عندما همّ الجمع بالخروج والانصراف.
واضطر السيد السفير لإلقاء كلمة متأخرا، قدم فيها جردا عن العلاقات المغربية الفرنسية، مشيدا بها منتظرا السيد رئيس الحكومة الذي لم يحضر إلا عندما هم الجميع بالخروج، لأن الحفل قد انتهى، وهو ما جعل الحاضرين يمتعضون من هذا السلوك غير المشرف للمغرب تجاه بلد صديق مثل فرنسا..
ولأن بنكيران لا يعرف في ثقافة البروتوكول "حتى زفتة" فإنه أكد مرة أخرى ان مصلحة حزبه اكبر من مصلحة الوطن، وقد سبق ان فعلها السنة الماضية حينما غاب عن حفل حضره امير دولة الامارات العربية المتحدة ضاربا بعرض الحائط العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة بهذه الدولة الصديقة، وغير مكترث بمصالح المغرب التي يمكن ان تُمَسّ جرّاء هذه السلوكيات.
وسيحاول حزب المصباح لا محالة الدفاع عن زعيمه بالقول ان بنكيران كان يصلي التراويح ويقوم بواجباته الدينية كمسلم، إلا ان ذلك ليس مبررا لعدم حضور الحفل، الذي يعتبر من التقاليد التي دأب على حضورها رجال الدولة وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين المغاربة، كما ان السيد رئيس الحكومة يمكن ان يضحي بصلاة التراويح، ما دامت نافلة وما دام العمل عبادة كما جاء في الدين الحنيف..
سلوك رئيس الحكومة يوضح ان حزب العدالة والتنمية لا يختلف في شيء عن باقي الاحزاب الاسلاموية، التي تجعل من الفرد المسلم اولوية وتقدم الامة قبل الوطن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الديمقراطية ودولة المؤسسات..