يستعملون أسلحة بيضاء لتهديد الأطباء لمنحهم وصفات الأقراص المهلوسة شهد المركز الصحي عمر ابن الخطاب بالدار البيضاء ظهر أول أمس الاثنين، حالة من الذعر أحدثتها فتاة وصفت ب»المنحرفة»، إذ أشهرت آلة حادة وهددت بها طبيبتين وتسببت في احتجازهما داخل مكتب إلى حدود الساعة الثانية زوالا. وأفادت مصادر الصباح أن المهاجمة تتعاطى أقراص الهلوسة، حلت في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف، واقتحمت قاعة الفحص، وعندما طلبت منها الطبيبة انتظار الدور، دخلت في حالة هيستيرية وأطلقت العنان للسانها تتلفظ بكلمات نابية، وتدخلت طبيبة ثانية فلقيت المصير نفسه، قبل أن تشهر الفتاة أداة حادة مهددة بإلحاق الأذى بالطبيبتين، ما دفع الأخيرتين إلى إغلاق قاعة الفحص والاحتماء داخلها. وكان مصير الحاضرات من المريضات ومرافقاتهن مشابها، إذ لم تفلح أي واحدة في ثني الفتاة عن الاستمرار في التهجم والتهديد. ورغم الاتصالات المتكررة بالشرطة تعذر حضورها واستمر وضع الاحتجاز داخل المكتب متوازيا مع تنامي الحالة الهيستيرية للفتاة، التي كانت تكيل السباب وتتوعد بتمزيق وجه الطبيبتين. وانتهى الموقف في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا بعد أن تعبت الفتاة وغادرت تلقائيا المستوصف الصحي، لتخرج الطبيبتان في حذر وهما في حالة نفسية متدهورة دون أن تحضر الشرطة أو السلطة المحلية. وليست هذه الحالة الوحيدة التي يشهدها المستوصف سالف الذكر، الذي تشتغل به نساء فقط ولا يتوفر على حراس أمن خاص، إذ في الأسبوع الماضي وفد إليه جانح أخرج بدوره سكينا كان يهدد بها معتقدا أن المستوصف يمنح وصفات للأقراص المهلوسة، ولم يغادر المرفق الصحي إلا بعد تدخل أشخاص حضروا الواقعة وأقنعوه بأن المستوصف لا يوجد به طبيب نفسي. وأمام التضييق على الوصفات الطبية الممنوحة للمرضى النفسيين واشتراط الصيدليات الحصول على وصفات والتقيد بسجل لتدوين أسماء المرضى، لجأ بعض «المنحرفين» إلى اعتماد وسائل التهديد والترهيب للحصول على الوصفات الطبية، وهو ما وقع أخيرا في مستوصف محلي قرب السوق الممتاز مرجان، إذ أن جانحا دخل المركز وطلب مده بالوصفة، لكن أمام إصرار الطبيب على أن ذلك ليس من اختصاصه ومطالبته بمغادرة المكان، أشهر سكينا وحاول الاعتداء على الطبيب الذي احتمى بمكتبه، وعندما أدرك أن الشرطة تم إبلاغها وهي في الطريق فر هاربا، إلا أن عناصر الأمن ألقت عليه القبض بعد ذلك وحررت له محضرا كما توبع في حالة اعتقال، لكن الطبيب عاد بعد تدخلات ليتنازل عن الشكاية، سيما أنه مع انعدام ضمانات السلامة والأمن بالمستوصف فعند خروج الجانح نفسه سريعا من السجن قد يعود للانتقام بطريقة أشد.