غادر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الأراضي الفلسطينية صباح يوم الجمعة بعد زيارة استمرت لمدة يومين عقد خلالها مؤتمراً صحافياً وضّح فيه النتائج التي خرج بها في مشاوراته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كلاً على حدا التي أكّد فيها أن الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون قريبون جداً من الوصول إلى اتفاق للعودة إلى طاولة المفاوضات المعطلة منذ عدة سنوات.
وقال كيري في سياق حديثه أمام وسائل الإعلام، على الطرفين أن يتخذوا قرارات صعبة من أجل العودة للمباحثات التي بدورها الحل الوحيد لإنهاء الصراع الدائم والمستمر منذ عشرات السنين بين الطرفين وإحلال السلام بالمنطقة.
ووضّح كيري بأنه أعطى فرصة لمدة أسبوعين للطرفين لإعطاء كلاً رأيه بالمقترحات المقدّمة من طرف الإدارة الأمريكية وحثّ القيادات من الجانبين باتخاذ القرارات الصائبة من أجل شعوبهم وعدم التعنّت والإصرار السائد لدى الطرفين.
زيارة تعتبر الثالثة من نوعها للمنطقة وذلك للضغط علي الطرفين وتقريب وجهات النظر المتباعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات والرجوع إلى طريق السلام. حيث إلتقينا بالمحلل السياسي مخيمر أبوسعدة أوضح لنا بالتفصيل كل ما يجري على الأرض من حراك سياسي تقوم به الإدارة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط للعودة للمفاوضات والتي بوجهة نظره لن تكون سريعا عكس تصريحات البيت الأبيض التي يراها قريبة نظراً لتعنّت الطرف الإسرائيلي على استمرار الاستيطان وسلب الأراضي المستمر حتى بوجود كيري بالمنطقة وإصرار القيادة برام الله برئاسة محمود عباس على عدم العودة للمفاوضات دون ايقاف الاستيطان.
وأكد مخيمر أن الأمور لا تسير على حسب ما تخطط له الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما الذي بدوره يريد أن ينهي فترته الرئاسية الثانية بانجاز ولو شكلي بعودة المفاوضات المتجمدة منذ أكثر من خمس سنوات.
ووضّح أبوسعدة بأن الجانب الإسرائيلي متمسك بقراراته بعدم الموافقة بالعودة للمفاوضات بشروط مسبقة واستمرار الاستيطان من عدمه أصبحت مسألة من المسائل التي من الممكن أن تطيح بالحكومة أو خسارة الانتخابات في الشارع الاسرائيلي فلا يوجد خيار آخر.
وتابع حديثه أن الأصعب عند قيادة السلطة الفلسطينية التي أصبحت العودة للمفاوضات في ظل الاستيطان بمثابة خيانة للثوابت الفلسطينية بعدما أكّدت لن تعود إليها في ظل استمرار سلب الأراضي وتهويد المسجد الأقصى المستمر دون كلل أو ملل من الجانب الاسرائيلي أمام البيت الابيض وأنظار العالم.
وقال ابوسعدة بأن ما نراه على الإعلام من حراك وسعي أمريكي تجاه عملية السلام ما هي إلّا خزعبلات تقوم بها إدارة البيت الأبيض لترتيب ما هو قادم بالمنطقة وخاصة بالظروف الصعبة التي تمر بها سوريا وموضوع النووي الايراني، وحزب الله بلبنان، وحماس بغزة، والتوتر السائد في شمال سيناء، ووجود تنظيمات إرهابية هذا ما يدفع الأمريكان بالإسراع في العمل على حماية حليفها الاستراتيجي بالمنطقة والتي من الممكن ان تحول المنطقة إلى بركان لا أحد يستطيع السيطرة عليه في ظل المعطيات الموجودة علي الأرض حسب قوله.
وأضاف بأن الإدارة الأمريكية ستعود بخفي حنين وخاصة بتحيزها الواضح مع الجانب الإسرائيلي وانه لا يُخفي على أحد العلاقات القوية والترابط المتين بين إسرائيل وأمريكا لذلك إن كان هناك ضغط فسوف يكون من الطبيعي على الفلسطينيون باعتبارهم الحلقة الأضعف.
وفي نهاية حديثه أكّد مخيمر أبوسعده بأن الأيام والأشهر القادمة سوف تثبت مدى مصداقية رؤيتها حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط إلاّ في حال وجود معجزة، وهي بتوحّد الموقف العربي واتخاذ قرارات بدورها تجبر البيت الأبيض والكينيست الإسرائيلي في وقف الاستيطان والعودة لحدود 67 التي وافق عليها جميع الأطراف الفلسطينية بما فيهم حماس لإنهاء الصّراع الإسرائيلي الفلسطيني وان غدا لناظره قريب .