تقاطعت معلومات لدى "إيلاف" فحواها أن الوساطة التي يقودها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي داود أوغلو لا تحمل أي جديد يُضاف إلى الوساطة السعودية لدى سورية وحلفائها والتي أعلن رسميا انتهاءها اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في شرم الشيخ مؤكدا أن الرياض رفعت يدها عن بذل الجهود من أجل لبنان وأنها تؤيد الوساطة القطرية- التركية، ملقيا باللوم على الفريق المتحالف مع سورية في إسقاط مسعى الوساطة من خلال استقالته من حكومة الرئيس سعد الحريري. بيروت: يتوقع متابعو التطورات في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن يأخذ قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين كل الوقت المتاح له في درس القرار الإتهامي الذي سلمه إياه المدعي العام القاضي دانيال بلمار لإضفاء المزيد من الصدقيَّة على منهجية عملها، فلا يسمح بنشر القرار الإتهامي قبل مرور شهر ونصف الشهر في حال اقتنع بصلابة الأدلة الواردة فيه، وإلا رده إلى بلمار للعمل عليه مجددا. ولكن ماذا إذا تسرّب مضمون هذا القرار إلى وسائل الإعلام كما حصل لأجزاء من محاضر التحقيق؟ يستبعد متابعو عمل المحكمة في لاهاي هذه الفرضية، لكنهم يضيفون أن حصول تسريب لمضمون القرار سيدفع فرانسين على الأرجح إلى التعجيل في إصداره. كما لا ينفون كلياً تأثير ضغوط دولية محتملة من أجل التعجيل في نشر القرار يكون مصدرها مقر الأممالمتحدة في نيويورك الذي تتقاطع عنده إتصالات الدولية المهتم بوضع لبنان، خصوصا بعد ما ظهر من استحالة تأليف حكومة فيه على المدى المنظور وتهديد "حزب الله" بالتحرك في الشارع مما يعني اضطراب الأمن احتجاجا على اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ميشال سليمان مجتمعًا مع حمد بن جاسم وداود أوغلو ويلفت هؤلاء إلى أن نص القرار الإتهامي بات محصورا في مقر المحكمة بضاحية لاهاي بين بلمار وفرانسين خلافا لمحاضر التحقيقات التي كان الوصول إليها متاحاً لمجموعة من الموظفين بينها عدد من اللبنانيين الذين لا يخفي بعضهم تعاطفه مع "حزب الله" لأسباب مذهبيَّة أو سياسيَّة، من دون أن يعني ذلك أنهم هم مسربو المحاضر، بدليل ما كشفه الأمين العام للحزب المذكور السيد حسن نصرالله خلال أحد خطبه في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي عن بيع مساعد الرئيس السابق للجنة التحقيق ديتليف ميليس ضابط الإستخبارات الألمانية غيرهارد ليمان وثائق من التحقيقات لجهات لبنانية عرضت على الحزب بيعه محاضر إفادات مسؤولين وسياسيين لبنانيين لقاء مبلغ مليون دولار لكن الحزب رفض شراءها بحسب ما قال نصرالله. وتبين لاحقا أن هذه الوثائق هي التي عرضها تلفزيون "الجديد" بعد إخضاعها لمونتاج معيّن واقتطاع بعض أجزائها نظراً إلى طول مدتها، ساعات طويلة يستغرق عرضها أياماً، كما نظراً إلى محتوى بعضها الشديد الحساسية، والأذية أيضاً. الحريري التقى حمد بن جاسم وداود اوغلو ويؤكد متابعو تطورات المحكمة الدولية إن التسريب هو عمل إستخبارات دولة مهمة، مشيرين إلى إيران التي تولت استخباراتها الخارجية بحسب معلوماتهم في كانون الأول (ديسمبر) العام 2000، وخلافا للمعلومات التي أعلنها "حزب الله" آنذاك، اختطاف العقيد الإسرائيلي حنان تننباوم من دولة في أوروبا الشرقية وأرسلته مخدراً في نعش نقلته طائرة إلى بيروت حيث تسلمه "حزب الله" الذي تبنى تلك العملية لاحقاً وبادل تننباوم بعدد من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين لاحقاً. جديرة بالذكر هنا معلومات تقاطعت لدى "إيلاف" فحواها أن الوساطة التي يقودها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي داود أوغلو لا تحمل أي جديد يُضاف إلى الوساطة السعودية لدى سورية وحلفائها والتي أعلن رسميا انتهاءها اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في شرم الشيخ مؤكدا أن الرياض رفعت يدها عن بذل الجهود من أجل لبنان وأنها تؤيد الوساطة القطرية- التركية، ملقيا باللوم على الفريق المتحالف مع سورية في إسقاط مسعى الوساطة من خلال استقالته من حكومة الرئيس سعد الحريري. وينظر الفريق المتحلق حول الرئيس سعد الحريري في بيروت بتشاؤم إلى قابل الأيام، غير مستبعد إشعال دواليب مجددا وقطع طرق وتسيير تظاهرات وربما اعتصامات وعمليات هجومية محددة يقودها عناصر "حزب الله" ضد مواقع وشخصيات، مما استلزم إقامة تحصينات وتدابير أمن لا سابق لها في مقر رئاسة الحكومة ومقر قيادة قوى الأمن الداخلي ، ولكن أيضا - وللمفارقة - حول مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا حيث لاحظ السكان إجراءات واستعدادات وتحركات للحرس الجمهوري لم يعهدوها يوما من قبل. وقال مسؤول في "تيار المستقبل" ل "إيلاف": "لا يزال الموقف يراوح مكانه. هم يريدون من الرئيس سعد الحريري مواقف مسبقة ترفض المحكمة والقرار والإتهامي وتعتبرهما من فعل إسرائيل وأميركا، وهو يعتبر أنه قدم كل ما هو يستطيع وما هو مطلوب منه في حين أن الفريق الآخر لم يقم بما عليه، ويرى أن عملية الإستيعاب تكون بعد صدور القرار الإتهامي".إيلاف