أعطى عبد الإله بنكيران الضوء الأخضر لحميد شباط لانتقاد الحكومة كيفما شاء، شرط التزامه ببقاء حزب الاستقلال في دائرة التحالف الحكومي إلى غاية آخر الولاية البرلمانية. ففي الاجتماع الذي ضم زعماء الأغلبية، وفي الوقت الذي همّ فيه الحضور بمغادرة الاجتماع، الذي كان يهدف إلى الحفاظ على المصالح بين شباط وبنكيران، وترميم صدع تحالف الأغلبية، عاد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، لقناعته الشخصية رغم النتائج التي توصل إليها الاجتماع، مؤكدا أنه لن يحيد عن توجيه ملاحظاته وانتقاداته للحكومة، وهو الأمر الذي لم يعترض عليه عبد الإله بنكيران و زعماء الأغلبية.
ولم يمانع عبد الاله بنكيران قرار انتقاد شباط لحكومته إلى غاية 2016، خاصة وأن رئيس الحكومة تمكن من الحصول على وعد قطعه الأمين العام لحزب الاستقلال يقضي بعدم مغادرة الائتلاف الحكومي إلى غاية انتهاء ولايتها في 2016.
إلى ذلك أكد شباط أن لا أحد سيمنعه من إبداء ملاحظاته وانتقاداته، تشير بعض المصادر، قبل أن يتفرق المجتمعون وسط مؤشرات جد إيجابية بقرب حل كل الخلافات العالقة التي برزت طيلة الشهور الماضية بين مكونات الأغلبية، ليبقى التزام شباط بالبقاء بالحكومة أهم إنجاز خرج به اجتماع الأغلبية على حد قول تلك المصادر.
وتميزت أجواء اللقاء بالهدوء، حيث بدت كل الأطراف حريصة على إنجاح اللقاء، وكان حميد شباط طيلة اللقاء لبقا في طرح مطالبه، ولم تظهر عليه علامات التصلب والتشنج، إذ خيل للحاضرين، في بعض اللحظات/ أن ليس هناك خلافات أصلا وذلك من فرط المرونة التي اتسمت بها المناقشات، حتى في الوقت الذي كان يرتفع فيه إيقاع الجدال، فيما كانت الأطراف تتجنب لغة اللوم والعتاب .
وساعدت هذه الأجواء، تؤكد ذات المصادر، الزعماء على إيجاد توافق حول الخطوط العريضة لعدد من النقاط الخلافية. ليقرروا في نهاية المطاف، إحداث "سكرتارية" مكونة من كل من جامع معتصم عن العدالة والتنمية، وياسمينة بادو عن حزب الاستقلال، وسعيد أمسكان عن حزب الحركة الشعبية، وعبد الأحد الفاسي عن حزب التقدم والاشتراكية، الذين عهد إليهم بإعداد تصور حول الملفات المطروحة، وتقديم تقرير خلال اجتماع ثان لزعماء الأغلبية، من المقرر أن ينعقد يومه الجمعة، إلا أن سفر رئيس الحكومة إلى كوت ديفوار لتمثيل المغرب في قمة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، حال دون ذلك كما توقع زعماء الاغلبية.
وكانت السكرتارية قد شرعت في عملها طيلة الأسبوعين الماضيين، ولم تعترضها صعوبات، حسب بعض المصادر، حيث لم يسجل أي اعتراضات فيما يتعلق بميثاق الأغلبية. وبخصوص الملفات والمواضيع التي عهد بها إلى السكرتارية التي تأسست على هامش اللقاء، هناك صندوق المقاصة، وصناديق التقاعد، والنظام الضريبي، وكذلك الاستحقاقات الجهوية والمحلية، إذ من المرتقب أن تقترح السكرتارية على زعماء التحالف خلال لقائهم القادم، إحداث لجنة موسعة تضم أربعة أو ثلاثة ممثلين عن كل حزب يتكلفون بتدارسها، لإخراج تقارير واقتراحات بخصوصها وإعادة عرضها على اجتماع الزعماء الأربعة.