من بين العوامل التي أصبحت تشجع الإسبان على الهجرة للمغرب، بساطة العيش وعدم الحاجة إلى تأشيرة دخول للمغرب، كما أن المدة التي سيقضونها بالمغرب لا يمكن أن تتجاوز ثلاثة أشهر. وفي حال إستنفاذها، سيجددونها من خلال العودة لسبتة ومليلية المحتلتين، ليحصلون على مدة تسعين يوما، ينضاف إلى ذلك الفرق الحاصل بين العملة المغربية والاسبانية، وهو الفرق الذي يمكن الاسبان من الاعتماد على أورو في تصريف حاجياتهم بأقل تكلفة، لكن الإسبان في الغالب لا يصرحون لسلطاتهم بطبيعة عملهم في المغرب بشكل قانوني.
وإلى ذلك أفادت دراسة حديثة، أن عدد الإسبان الذين يزورون المغرب للعمل بشكل غير قانوني، يقدر ب 35 ألف شخص، نتيجة الضبابية التي تلف الاقتصاد الاسباني، والأزمة المالية التي تضرب أوروبا وباقي بلدان العالم.
وفي السياق ذاته، يشير هويرتاس باحث اقتصادي في مؤسسة الدراسات التطبيقية في علم الاقتصاد، أنه بات من الضروري الاستفادة من القرب الجغرافي بين المغرب واسبانيا، من أجل الدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين. فاليد العاملة المغربية يشير هويرتاس، عندما تهاجر لاسبانيا تخلق نوعا من التوازن الاقتصادي والديموغرافي.
وإلى ذلك، أصبحت اليوم القاعدة التي تصب في اتجاه هجرة المغاربة إلى اسبانيا، استثناء، حيث أضحى عدد من المدن المغربية الشمالية قبلة للإسبان ، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في العديد من القطاعات، منها التدريس في مؤسسات اسبانية، العمل في المطاعم، والميكانيك، وبعض الأوراش الحرفية، وإلى ذلك من الأنشطة الحرفية والمهنية، التي تضررت كثيرا في إسبانيا بفعل الأزمة الخانقة التي يمر منها البلد الجار.
فيما نفس المهن والحرف لازالت في المغرب تحافظ على نشاطها، ما جعل الاسبان يقبلون عليها، لكونهم لا يملكون اختيارا آخرا. إنهم سياح عاملين دائمين حسب إفادة أكثر من دراسة اتخذت من تداعيات الأزمة العالمية على الاقتصاد الإسباني موضوعا لها.