لم ينكر المدعو عبد الرزاق سوماح، أمير حركة "المجاهدين المغاربة" الإرهابية، وهو في غرفة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب التهم الموجهة إليه، وإنما أقر بتورط المخابرات الجزائرية في تقديم الدعم المادي واللوجيستيكي لتنظيم"حركة المجاهدين بالمغرب". وأشار أمير الحركة إلى الأسلحة التي أدخلت إلى التراب المغربي من قبل أعضاء الشبكة ما بين سنتي 2003و2005 ، والتي حجزتها عناصر مراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد تفكيك الخلية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية في 12 ماي من العام الماضي، وهي الأسلحة التي تم الحصول عليها بدعم من الإستخبارات الجزائرية في أوروبا خاصة بلجيكا، والتي مكنتهم حسب أمير الحركة من تدبير أنشطة تجارية في سوق بطنجة وأخرى في بروكسيل إلى جانب مشاريع زراعية في منطقة الغرب لتمويل التنظيم. كما أن حركة المجاهدين استفادت من خدمات عبد القادر بلعيرج حيث تمكنوا من إدخال الاسلحة رفقة بنعتو الجزائري، كما أن تلك الأسلحة كانت توجه للجماعات المسلحة بالجزائر.
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت بعد تفكيك الخلية أن الأسلحة المحجوزة تم استقدامها من بلجيكا، وخبئت في ضيعات فلاحية بضواحي مدينة تيفلت، ومنطقة سبع عيون، وتتمثل في أربعة مسدسات رشاشة، وأربع مسدسات أوتوماتيكية وذخيرة حية تتكون من 74 رصاصة من عيار 9 ملم، و30 رصاصة من عيار65،7 ، وهي الدفعة الأولى التي تم حجزها في 2003، أما الدفعة الثانية فقد تم العثور عليها مباشرة بعد اعتقال عناصر متورطة في الحركة السنة المنصرمة.
وارتباطا بذلك فقد كشفت التحريات أن زعيم الحركة الذي كان مبحوثا عنه، توفي سنة 2009 بسبب إصابته بالسرطان، و كان يتفادى الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث كانت قد صدرت في حقه مذكرة بحث، كما دفن سرا بإحدى الضيعات الفلاحية بسوق الأربعاء الغرب، يملكها أحد أعضاء الشبكة الذي ألقي عليه القبض، كما أن التحريات ذاتها فكت لغز جريمة قتل عضو في الشبكة التي كانت تنشط في الهجرة غير الشرعية.
والى غضون ذلك أفادت التحريات، وحسب اعترافات أفراد التنظيم، أن الجماعة كانت قد حددت أهدافها في قلب النظام الملكي عن طريق العمل المسلح، وانتشاء"خلافة إسلامية"، وخضعت عناصره لتداريب شبه عسكرية بلبنان.
وقد توارى تنظيم "حركة المجاهدين بالمغرب " إلى الخلف بعد تفكيك خلاياه الأولى سنة1984، واختفاء زعيمه عبد العزيز النعماني بفرنسا، وبقيت الحركة على هذا الحال إلى أن أعادت مع رفاقه محمد النوكاوي المحكوم عليه بعشرين سنة، وعبد الرزاق سوماح، ومحمد بوعنشوشات الموقوفين حاليا، وعلي بوصغيري الذي توفي سنة 2009 ، والذي كان من وراء زرع خلايا إرهابية بالجهة الشرقية، والتي تم تفكيكها سنة 2003 مع حجز كمية من الاسلحة بمنزل والدي رفيقهم ميمون كشيري المعتقل بتافوغالت ببركان.