حملت نساء من مجموعة "فيمن" الأوكرانية الأربعاء لافتة كتبت عليها عبارات مثيرة للاستفزاز "اغتصبني فأنا فاسقة"، ورفعنها فوق صنم "فينيس دي ميلو" الشهيرة. وقلدت الفتيات الصنم الذي يمثل امرأة عارية الصدر بدون ذراعين، فرفعن بدورهن أذرعهن وكتبن بالدهان شعارات ضد الاغتصاب على صدورهن العارية. وصرخن أمام جمهور من الصحافيين والسياح المذهولين: "لدينا سواعد لنوقف الاغتصاب".
ونفذت المجموعة هذه العملية من أجل إسقاط تهمة "التجاهر عمدا بفعل فاحش" التي وجهها القضاء التونسي للفتاة المغتصبة بعد أن صرح المعتدون عليها بأنهم وجدوها في سيارة برفقة خطيبها وفي وضعية "منافية للأخلاق".
وحظيت قضية الفتاة المغتصبة باهتمام إعلامي وحقوقي وسياسي كبير داخل تونس وخارجها. وقدم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الخميس "اعتذار الدولة" التونسية للفتاة.
وهزت حادثة الاغتصاب الرأي العام في استقطاب تجاوز حدود البلاد. وأعلن وزير العدل التونسي نور الدين البحيري القيادي في حركة النهضة الإسلامية المهيمنة على الائتلاف الحاكم، في شريط فيديو نشرته وزارة العدل على صفحتها الرسمية على فيس بوك "ليس صحيحا أن المتضررة في قضية الاغتصاب تحولت إلى متهمة، فالمتهمون ما زالوا موقوفين، ولو كانت المتضررة تحولت إلى متهمة لتم إطلاق سراح المتهمين الذين ما زالوا موقوفين".
واعتبرت مجموعة "فيمن" أن اغتصاب الفتاة التونسية بمثابة "مذبحة بطيئة" وعلى المدى الطويل ترتكب في حق النساء وأن محاكمتها "انتهاك لحقوق الإنسان". وأكدت المجموعة النسائية أن "تعامل السلطات التونسية مع القضية يظهر أن الإسلاميين وإدراج الشريعة وأحكامها التي تميز على أساس الجنس، كارثة للمجتمع". وطالبت المجموعة بحق الفتاة في محاكمة عادلة "بصفتها ضحية اغتصاب جماعي" وبأن "يحاكم ويعاقب مرتكبوها".