سبق أن عبر الأستاذ جمال أحمد في هذا الموقع عن رأيه في أحداث العيون بمقال بعنوان [ حصاد زوبعة العيون ] فكانت رؤيته ثاقبة حين استنتج أن حكام الجزائر كان من بين أهدافهم في إثارة هذه الزوبعة : " ضرب العلاقات المغربية مع الإتحاد الأوروبي ونسف الوضع المتقدم الذي حصل عليه المغرب في علاقته السياسية و الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي و الذي تنظر إليه الجزائر بالكثير من عدم الرضا " وكان ما كان من هرج ومرج في برلمان الاتحاد الأوروبي الذي استصدر بيانا يدين فيه العنف الذي حدث في العيون ولم يحدد البيان المسؤول عن هذا العنف بل ترك الصيغة عامة حتى يتهم كل طرف الآخر فيما جرى لكنه ضمّن هذا البيان الإشارة إلى أن الأممالمتحدة هي الجهة المؤهلة لإجراء تحقيق في هذه الأحداث وليس الاتحاد الأوروبي ، وهو ما قرأه بعض الملاحظين قراءة في صالح المغرب أي أن الاتحاد الأوروبي رمى بالكرة في ملعب الأممالمتحدة التي سبق أن رفض فيها مجلس الأمن إدانة المغرب ، لكن حكام الجزائر جعلوا من هذا البيان انتصارا كبيرا على المغرب واحتفلت به في مقرها جريدة الشروق المخابراتية مع الرئيس الورقي المغبون عبد العزيز المراكشي واستغلها الفاسدون المفسدون من مسامير الحركي الحاكم من أمثال علي فضيل وبوقطاية وغيرهما مناسبة أبانوا فيها عن تفاهتهم الفكرية ومراهقتهم السياسية خاصة حينما سقط بعضهم سقوطا مدويا وهو يشتم ملك المغرب في خطبة فجة تقزز منها الشعب الجزائري النبيل قبل غيره ، مما جعل البعض يعلق على ذلك قائلا : إنها مناسبة استغلها هؤلاء السفهاء لتبرير ما يتقاضونه من أجور على خدماتهم القذرة ضد المغرب . وفي الوقت الذي تحتضن فيه الجزائر [ 13 دجنبر 2010 ]" ندوة دولية خاصة بالذكرى الخمسين لإعلان نيل البلدان والشعوب المستعمرة لاستقلالها بمشاركة نحو 200 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية عبر العالم والتي زعم فيها الحاج عبد العزيز بلخادم أن القضيتين الفلسطينية والصحراء الغربية يجب أن تكونا في مقدمة القضايا الدولية العادلة التي تنتظر حقها من اللائحة الأممية 1514 الصادرة قبل خمسين عاما، والتي تضمنت إعلانا لمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة في إشارة منه لتأليب العالم ضد المغرب من أجل فصل الصحراء الغربية عنه ...والله أعلم كم أنفق السفهاء من حكام الجزائر على إيواء 200 شخصية سياسية وإطعامهم والترفيه عنهم من أجل فرقعة إعلامية خرقاء خاصة بعد ما ثبت من خلال بيان هذه الندوة النهائي عدم الإشارة للقضية الأولى للحركي الحاكم في الجزائر ألا وهي قضية الصحراء الغربية ، حيث كانت أكبر غنيمة ظفروا بها في هذه الندوة هو بعض التصريحات الهامشية لبعض المشاركين من حلفائهم في هذه المهزلة التاريخية [ الجزائر الرسمية جنوب إفريقيا غواتيمالا ] لينفض الجمع ويضع الشعب الجزائري يده على قلبه في انتظار مأدبة أخرى تقام على أرضه وتهرق فيها سيول من ملايين الدولارات من الخزينة الجزائرية السائبة ...في نفس اليوم [ 13 دجنبر 2010 ] كان الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقيات حقيقية مع المملكة المغربية في إطار الوضعية المتقدمة التي يتمتع بها داخل هذا التكتل الأوروبي من أجل تدعيم وضعيته الاقتصادية والسياسية داخل هذا الفضاء الراقي حضاريا واقتصاديا وماليا . أمام هذه الوضعية ألا يحق للشعب الجزائري النبيل أن يتساءل جديا عن المنطق الذي يحكم هذه الأمور في المنتظم الدولي والأوروبي ألا وهو منطق المصالح والمصالح فقط ؟ ألا يحق للشعب الجزائري أن يتساءل عن السعار الذي أصاب حكامه وهم يصرون على المزيد من النفقات المهولة التي تضيع في سبيل قضية خاسرة مائة بالمائة ؟ يجب أن يتذكر الجزائريون الملايير التي أنفقت منذ 35 سنة حتى وإن افترضنا أنهم على حق [ وهذا غير صحيح ] قلنا لو افترضنا ذلك ألا يحق لهم أن يغيروا خطة البحث عن حل لهذه القضية ولو تكتيكيا ؟ فأن يخطئ الإنسان فهذا أمر طبيعي لكن أن يتمادى في خطئه فهذا ما يدعوا للاستغراب ، خاصة أن حكام الجزائر مؤتمنون على خيرات شعبهم والحالة هذه أن العالم كله يعرف المستوى المعيشي المتدهور للشعب الجزائري ومطالبه المتزايدة في عالم لا يرحم . إن الشعب الجزائري يتذكر المناسبات العديدة التي أهدر فيها السفهاء من حكامه الأموال الطائلة من مثل التظاهرة الثقافية الإفريقية التي رقص فيها البوليساريو على نغمات قرع الطبول الإفريقية التي أنفقت عليها وزيرة الثقافة أموالا باهظة من خزينة الدولة الجزائرية قيل إنها بلغت عدة ملايين من الدولارات الشعب الجزائري أحوج لها من غيره ، سرعان ما عاد الأفارقة يحملون طبولهم إلى أدغالهم وبقيت أحوال الشعب الجزائري المزرية على حالها دون أن يسترجعوا من الصحراء الغربية ولو حبة رمل واحدة... وزد على ذلك الأموال الطائلة المرصودة للخارجية الجزائرية بدون حسيب ولا رقيب والمخصصة فقط لقضية الصحراء الغربية قضية حكام الجزائر الأولى . أما الندوات والمؤتمرات واللقاءات الخاصة بالبوليساريو داخل الجزائر فقد أضحت أهم من توفيرالبطاطس التي يمكن أن يأكلها البشر.... وفي نفس اليوم تحمل وكالات الأنباء الدولية إنقاذ البحرية التونسية ل 36 حراقا جزائريا في عرض المياه الإقليمية التونسية هربوا من الرفاهية الشعاراتية التي تطبل بها أبواق سفهاء حكام الجزائر !!!! يحدث هذا في الجزائر في الوقت الذي يحصد فيه المغرب غلة سياسة البحث عن موقع قدم في الفضاء الأوروبي من أجل جمع الأموال التي يهدرها السفهاء من حكام الجزائر !!! ففي يوم 13 دجنبر 2010 صرح نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية البلجيكي السيد ستيفن فاناكير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بخصوص الاتفاقيات المبرمة مع المغرب : " إن هذه الاتفاقيات تعزز البعد الملموس والعملي للوضع المتقدم الذي يحتله المغرب في الفضاء الأوروبي وستمكن على المدى القريب من تعزيز " شراكتنا الاستراتيجية " ، معبرا بهذه المناسبة عن التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة العمل مع المغرب. إن زوبعة العيون لا تعدو كونها زوبعة في فنجان أكدت أن الحرب المفتعلة على المغرب سرعان ما ينكشف غبارها عن لا شئ [ جعجعة ولا طحين ] ، فقد ذبحت المخابرات العسكرية الجزائرية 11 مواطنا من رجال الأمن المغاربة وورطت معها الصحافة الإسبانية وأقامت الدنيا بفقاقيع صابونية سرعان ما استقر الأمر بعد ذلك على الأصح ، والأصح هو ما يبرم من اتفاقيات عملية يستفيد منها الشعب المغربي في سياسة تنموية شمولية ترجع بالنفع على الصحراويين أنفسهم . إن الفرق واضح بين سياسة حكام الجزائر التي تهدر الأموال من أجل التفرقة والتشتيت والمزيد من تجزيئ المجزأ وبين سياسة التوحيد والتخطيط لتنمية رأس المال البشري والمالي للمنطقة ، فحكام الجزائر يضيعون أموال الشعب الجزائري والمغرب يسعى لجمع ما يهدره السفهاء من حكام الجزائر في سبيل نشر ثقافة العداء والتفرقة بين الشعوب ... ما يقال عن المغرب في بحثه الدؤوب عن الثروة وتنميتها يقال عن تونس وموريتانيا وليبيا [ التي نفضت يدها من مشكل الصحراء نهائيا ] ، فكل الدول المغاربية باستثناء حكام الجزائر تكد وتجتهد لتطوير مداخيل خزائنها وتقترعلى نفسها من أجل توفير الدرهم الأبيض لليوم الأسود إلا السفهاء من حكام الجزائر الذين ينفقون من خزينة سائبة بلا حسيب و لا رقيب !!!! لماذا ؟؟؟؟؟؟؟